الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الوضوء قبل دخول الوقت للمبتلى بدوام الحدث

السؤال

أنا أعاني من إفرازات مهبلية مستمرة دون انقطاع، وأستحاض قبل الدورة الشهرية بسبعة أيام ولقد اطلعت على الفتوى رقم: 5188.
وبعض الفتاوى الأخرى في هذا الموضوع ووجدت وجوب تجديد الوضوء عند دخول وقت كل صلاة، وسؤالي هو عن بعض الحالات التي أجد فيها من الضيق ما يجعلني أترك بعض ما اعتدت عليه من صلاة النوافل وقراءة القرآن أو حتى الخروج من المنزل حتى أستطيع تجديد الوضوء وهي كالتالي:1. الحمد لله منّ الله علي بنعمة قيام الليل في الثلث الأخير من الليل وحتى أذان الفجر، هل يلزم تجديد الوضوء في هذه الحالة حتى أصلي الفجر؟ علماً أني أفضل قراءة القرآن من الأذان حتى إقامة الصلاة، وأعلم أن الإفرازات أو الاستحاضة موجودة حتى مالم أحس بنزولها.2. قبل بعض الصلوات أتوضأ حتى أراجع المحفوظ من القرآن، وأستمر حتى الأذان، هل يلزم تجديد الوضوء في هذه الحالة؟3. من بعد صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء يكون لي ورد من القرآن سواء للمراجعة أو القراءة، هل يلزم تجديد الوضوء عند أذان العشاء؟4. عند الخروج من المنزل لا أخرج حتى أسمع الأذان وأصلي مما يسبب الضيق والتأخير لمن يريد الخروج معي وسؤالهم الدائم لم لا تتوضئين في المنزل وبعد الأذان تصلين عند وصولنا المكان المنشود؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم ندر كيف حكمت على ما يأتيك قبل عادتك بأنه استحاضة، وعلى أية حال فالمستحاضة ومن في معناها كالمصاب بسلس البول والمصابة بسلس رطوبات الفرج يجب عليهم الوضوء لكل صلاة في قول الجمهور، وهذا ما بيناه في فتاوى كثيرة، وقد اطلعت على بعضها، فلا يجزئ هؤلاء الوضوء قبل دخول الوقت لأن طهارتهم طهارة ضرورة، قال في الإنصاف ضمن سياق شروط صحة الوضوء: ومنها دخول الوقت على من حدثه دائم كالمستحاضة ومن به سلس البول والغائط ونحوهم. انتهى.

وبه تعلمين أن الواجب عليك في جميع الصور المسؤول عنها إذا توضأت قبل دخول الوقت أن تعيدي الوضوء إذا دخل الوقت، واعلمي أن قراءة القرآن لا يشترط لها الوضوء، فإذا أردت مراجعة محفوظاتك قبل دخول وقت الصلاة لم يلزمك الوضوء إلا أن تكوني تمسين المصحف من غير حائل، فيلزمك الوضوء لأجل مس المصحف، وجوز الحنابلة للمستحاضة ومن عذره دائم أن يجمع بين الصلاتين، وفي هذا توسعة عليك، وقد ذهب المالكية إلى عدم وجوب الوضوء لكل صلاة على من حدثه دائم، ويمكنك إذا ضاق الأمر جدا واحتجت للعمل بهذا القول أن تعملي به كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 141250 .

وإن كان الأصل هو أن تحرصي على العمل بقول الجمهور خروجا من الخلاف واحتياطا للدين، فتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني