السؤال
كنت على علاقة مع فتاة على شبكة الانترنت، وكنت لا أقبل أن أراها إلا بالحجاب، وأحببتها ووعدتها بالزواج ولكن بقي هنالك شك في قلبي، فبحثت وراءها ووجدت أنها تتكلم مع غيري فلست الوحيد فتركتها، وبعد فترة وجيزة عدت على علاقة معها ،فتطورت علاقتنا ووصلنا إلى أن نستلذ جنسيا على الشبكة فكشفت نفسي عليها وكشفت نفسها علي، وتبت وندمت على ما فعلت وابتعدت عنها وكنت لا أكلمها إلا على الهاتف ومن ثم طلبت مني أن أعود فأكلمها على الشبكة، وكنت مصرا على أن لا يعود هذا الأمر بيني وبينها فكلمتها على الشبكة، وفي لحظة من الضعف عدت فكشفت نفسي عليها وهي كذلك وأنا نادم أشد الندم على ما بدر مني فكنت قد تبت وعدت للمعصية. والآن وقد حدثت هذه الامور بيننا فإني أخونها ولا أتصور أن تكون زوجة لي في المستقبل. أريد أن أتركها وأبتعد عن هذه الامور. فما هو حكمي إذا تبت وعدت للمعصية ووعدتها بالزواج وأريد أن أبتعد عنها الآن وأتركها ؟؟أرجو الاجابة؟وشكرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشيطان عدو الإنسان فهو يحرص على غوايته , ويتبع في ذلك أسلوب الاستدراج خطوة خطوة, ولذلك جاء التحذير من رب العالمين في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. النور:21 . فانظر كيف كانت البداية مجرد محادثة ورؤية هذه الفتاة بحجابها , وكانت النهاية أن يكشف كل منكما عورته للآخر . هذا مع العلم بأن مثل هذه المحادثات بين الفتيان والفتيات محرمة أصلا . وعلى كل حال فالواجب عليكما التوبة إلى الله تعالى والحذر من العود لمثل ذلك في المستقبل . وراجع الفتوى رقم : 1072 .
وإذا تابت هذه الفتاة فلا حرج عليك في الزواج منها, فإنها لو وقعت في الفاحشة وتابت جاز الزواج منها, فههنا أولى . ولكن قد يكون التأكد من توبتها أمرا عزيزا ولذلك ننصحك بتركها والبحث عن أخرى صالحة لتتزوجها, ويجب عليك قطع العلاقة مع هذه الفتاة نهائيا وإزالة كل سبيل يمكنك من محادثتها أو الالتقاء بها.
وأما وعدك إياها بالزواج فلا يلزمك الوفاء به , فإن الوفاء بالوعد لا يجب في قول جمهور الفقهاء، وعلى فرض القول بوجوبه فإنك لم تف به لعذر وهو كونك لست على يقين من أمر دينها. وراجع الوفاء بالوعد في الفتوى رقم 17057 .
والله أعلم.