الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشيطان عدو الإنسان فهو يحرص على غوايته , ويتبع في ذلك أسلوب الاستدراج خطوة خطوة, ولذلك جاء التحذير من رب العالمين في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. النور:21 . فانظر كيف كانت البداية مجرد محادثة ورؤية هذه الفتاة بحجابها , وكانت النهاية أن يكشف كل منكما عورته للآخر . هذا مع العلم بأن مثل هذه المحادثات بين الفتيان والفتيات محرمة أصلا . وعلى كل حال فالواجب عليكما التوبة إلى الله تعالى والحذر من العود لمثل ذلك في المستقبل . وراجع الفتوى رقم : 1072 .
وإذا تابت هذه الفتاة فلا حرج عليك في الزواج منها, فإنها لو وقعت في الفاحشة وتابت جاز الزواج منها, فههنا أولى . ولكن قد يكون التأكد من توبتها أمرا عزيزا ولذلك ننصحك بتركها والبحث عن أخرى صالحة لتتزوجها, ويجب عليك قطع العلاقة مع هذه الفتاة نهائيا وإزالة كل سبيل يمكنك من محادثتها أو الالتقاء بها.
وأما وعدك إياها بالزواج فلا يلزمك الوفاء به , فإن الوفاء بالوعد لا يجب في قول جمهور الفقهاء، وعلى فرض القول بوجوبه فإنك لم تف به لعذر وهو كونك لست على يقين من أمر دينها. وراجع الوفاء بالوعد في الفتوى رقم 17057 .
والله أعلم.