السؤال
قولة تعالى: وقرن في بيوتكن إلى قوله: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ـ هذه الآية موجهة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ـ فقط ـ ومع ذلك فجميع المشايخ الفضلاء يرددونها للنساء ولو أراد الله هذه الآية لجميع النساء لذكرهن كما ذكرهن في آية الحجاب: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الآية وإن كان ظاهرها توجيه الخطاب إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أهل العلم فهموا منها إرادة جميع نساء المؤمنين، فإن نساء النبي صلى الله عليه وسلم قدوات لنساء المؤمنين، ولذلك هن تبع لهن في الخطاب إلا ما استثناه الدليل، ولذا قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ عند تفسيره هذه الآية: هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ونساء الأمة تبع لهن في ذلك. انتهى.
وأما آية الحجاب: فالخطاب فيها لجميع نساء المؤمنين، والظاهر - والله أعلم - أن الله تعالى أبرز ذكر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته لشرفهن، كما أشار إلى ذلك ابن كثير ـ أيضاً ـ حين قال: يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً أن يأمر النساء المؤمنات خاصة أزواجه وبناته لشرفهن بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية. انتهى.
والله أعلم.