السؤال
هناك أيام من رمضان أفطرتها بسبب الدراسة؛ لأنني لا أستطيع التركيز وأنا صائمة (أنا فلسطينية من عرب الـ 48)، ولا يوجد عطل في رمضان لأن هذا أمر لا يهم الجامعات غير الإسلامية هنا وللأسف!! وهناك أيام أفطرتها لأنني لم أستطع إتمام اليوم لأني أعاني من مشاكل في المعدة، وكنت أشعر بالغثيان الشديد بسبب حموضة المعدة ولم أكن أستطيع الاحتمال، ماذا أفعل الآن، هل أصوم بعدد الأيام التي أفطرتها أم ماذا، وهل هذا يعتبر عذرا شرعيا للإفطار، ومتى يجب أن أصوم، وهل يجب أن يكون الصوم أياما متتابعة؟ أم متى أستطيع، وهل في الأيام التي أفطرتها كان يحل لي أن آكل وأشرب كما يحلو لي أم هناك ضوابط؟ مع العلم أنني كنت آكل وأشرب عاديا بدون ضوابط، وهناك شيء آخر في أحد أيام رمضان أفطرت كما ذكرت لأنني لم أستطع الاستمرار بسبب حموضة المعدة وزوجي أفطر في العمل لأنه شعر بالدوار وضيق النفس، ولم يستطع أن يستمر، وعندما عاد إلى المنزل أكلنا ومارسنا الجماع، فهل هذا محرم يعني نحن لم نفطر لنمارس الجماع وإنما حدث لكل واحد فينا حالة وأفطر، مع العلم أن زوجي صام كل الشهر إلا يومين بسبب الدوار وضيق النفس فهو يسافر ساعة ونصف حتى يصل عمله، وفي كثير من الأحيان تصيبه هذه الحالة بسبب الإجهاد ولا يزول ضيق النفس إلا بعد أن يشرب ماء، وقد حاول معالجة حالته قبل الشهر الفضيل ولكن الأطباء قالوا إنها حالة إجهاد لا غير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أنه لا يجوز الفطر في نهار رمضان بسبب الدراسة والامتحانات لأن المشقة محتملة كما في الفتوى رقم: 50608، والفتوى رقم: 97736، والفتوى رقم: 39661.
وقد جاء أيضاً في فتاوى اللجنة الدائمة جواباً على قول السائل: سأختبر في رمضان لمدة 6 ساعات ونصف الساعة، متواصلة يتخللها فترة راحة لمدة 45 دقيقة، وكنت قد قدمت الاختبار ذاته العام الماضي، ولكني لم أركز بسبب الصيام، فهل يجوز لي أن أفطر في يوم الاختبار؟ فأجابت: لا يجوز الإفطار لما ذكرت، بل يحرم ذلك؛ لعدم دخوله في الأعذار التبي تبيح الإفطار في رمضان. انتهى.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: لا يجوز للمكلف الإفطار في رمضان من أجل الامتحان، لأن ذلك ليس من الأعذار الشرعية بل يجب عليه الصوم وجعل المذاكرة في الليل إذا شق عليه فعلها في النهار. انتهى.
فالواجب عليك أختي السائلة التوبة إلى الله تعالى من إفطارك لأجل الدراسة، وأما فطرك وزوجك لأجل المرض فلا حرج فيه، فإن يجوز للمكلف أن يفطر لأجل المرض إذا كان يتضرر بالصوم، بأن كان الصوم يزيد المرض أو يؤخر البرء، وقد بينا ضابط المرض المبيح للفطر في الفتوى رقم: 126657.
وفي كلا الحالين سواء ما أفطرته لأجل الدراسة أو لأجل المرض فإنه يلزمك قضاء عدد تلك الأيام التي أفطرتها، ولا يجب في قضائها أن تكون متتابعة وإنما يستحب، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 30442، ولا أن يكون قضاؤها في وقت معين، وإنما الواجب عليك أن تقضيها -وكذا يجب على زوجك القضاء- قبل أن يدخل عليك رمضان آخر، جاء في الموسوعة الفقهية: وقضاء رمضان يكون على التراخي، لكن الجمهور فيدوه بما إذا لم يفت وقت قضائه، بأن يهل رمضان آخر، لقول عائشة رضي الله عنها: كان يكون على الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان، لمكان النبي صلى الله عليه وسلم. كما لا يؤخر الصلاة الأولى إلى الثانية ولا يجوز عند الجمهور تأخير قضاء رمضان إلى رمضان آخر من غير عذر يأثم به، لحديث عائشة هذا فإن أخر فعليه الفدية إطعام مسكين لكل يوم... انتهى.
ومن أفطر لعذر شرعي جاز له الأكل والشرب كالمفطر في غير رمضان، وكذا الجماع إذا كان الزوجان مفطرين لعذر شرعي، فاليوم الذي وقع فيه جماع إن كان المرض الذي أفطرتما بسببه يبيح لكما الفطر شرعاً فإنه لا إثم عليكما ولا يلزمكما إلا قضاء ذلك اليوم، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 139295 عن حكم الجماع في نهار رمضان لمن أفطر بسبب التعب والعطش والفتاوى المرتبطة بها.
والله أعلم.