الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرادت الانتقام فاتهمت فتاة بأمر هي منه بريئة فكيف تتوب

السؤال

أشعر بندم والخوف من عقاب الله... أرجوكم أفيدوني.. أنا أحببت شابا تعرفنا بمكان عمل، وخطبني ولكن رفضتني أمه لأني لم يعجبها شكلي، واستمرت علاقتنا بالجوال لمدة سنتين، وكان كل مرة يوعدني بأن يقنع أمه لأستمر معه، مع العلم أني حاولت أن أنهي العلاقة، ولكني لم أستطع وعدت إليه.. أبكي وأرجوه أن لا يتركني... وعندما أريد أن أتركه مرة أخرى يعود ويقنعني بأنه سيقنع أمه ويعود ليتزوجني وأصدقه... وكنت أشعر أن غرضه أن يمارس معي الجنس على الجوال.. وكلما أرفض يقول بأنه سيكون زوجي... وأحيانا يعتذر مني وأنه لن يكرره... ويعود مرة أخرى... واستمرت العلاقه، وفجأة اختفى من حياتي، وعندما سألت عنه.. قالو لي إنه عقد قرانه، أصبت بالجنون وغضب شديد ولم يكن لدي إلا أن أنتقم منه، وآخذ بحقي وأقهره كما قهرني. فأخذت أدعو عليه بكل صلاة. وبعدها توصلت لإيميلات إخوانه وأقاربه فأرسلت لهم وله بأن الفتاه التي خطبها لها علاقة بشاب ومارست معه الجنس بالجوال، وأني أنا هذا الشاب، وأني صادق بأنها إنسانة سيئة وأنا لا أعرفها ولم أرها أبداً، وكان غرضي الانتقام مما فعله هذا الشاب معي (خطيبها) الذي كان له علاقة معي ليتذكرني، وأن هذه الفتاة التي خطبها مثلي بما فعله بي.. واليوم بحثت بالإنترنت عن التوبة من الظلم ولكني لم أستطع الوصول لشيء يريح بالي. أنا الآن نادمة وأغلقت الإيميل الذي أرسلت منه الرسائل عن خطيبته، ولا أعلم ماذا حدث له، وأصبحت أصلي وأدعو لهذه الفتاة بكل خير، وأدعو على هذا الشاب الذي دفعني إلى ظلمها بأن ينصرني الله عليه، ويرزق هذه الفتاة بخير منه. أريد أن يرضى الله علي ويغفر لي. مع العلم أني لا أستطيع أن أصل إلى هذه الفتاه أبداً، فكيف لي أن أرضي خالقي. وهل هذا الشاب ظلمني، بعد ظلمي لنفسي.. وهل يعتبر قولي عنها (خطيبته) إنها لها علاقه بشاب ومارست جنس الجوال قذفا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن التعارف بين الرجال والنساء على هذا الوجه الشائع أمر غير جائز، ولو كان بغرض الزواج، لما يجر من الفتن وما يترتب عليه من المفاسد، وانظري الفتوى رقم: 1072.

فالواجب عليك التوبة إلى الله مما كان بينك وبين هذا الشاب، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، كما أنك أخطأت خطأ جسيماً بما كان منك من الافتراء على هذه الفتاة، وهو وإن كان ليس بقذف بالمعنى الشرعي الذي هو الاتهام بفاحشة الزنا، إلا أنه من البهتان المحرم، فالواجب عليك التوبة إلى الله من ذلك، ومن توبتك أن تكذبي نفسك عند من ذكرت هذه الفتاة بالسوء، بأن تراسليهم وتذكري أنك كذبت فيما نسبته لهذه الفتاة من المحرمات، ولا يشترط أن تستحلي الفتاة نفسها.

قال ابن القيم في مدارج السالكين: والقول الآخر: أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه بل يكفي توبته بينه وبين الله وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه. اهـ

وأما بخصوص الدعاء على هذا الشاب، فاعلمي أنك ظلمت نفسك بالتمادي معه في تلك العلاقة الآئمة، فلا حق لك عليه، فلا تشغلي نفسك به، واشتغلي بتحقيق التوبة، واعلمي أنك إذا صدقت في التوبة فإن الله تعالى يقبلها، بل هو سبحانه يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني