الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن التعارف بين الرجال والنساء على هذا الوجه الشائع أمر غير جائز، ولو كان بغرض الزواج، لما يجر من الفتن وما يترتب عليه من المفاسد، وانظري الفتوى رقم: 1072.
فالواجب عليك التوبة إلى الله مما كان بينك وبين هذا الشاب، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، كما أنك أخطأت خطأ جسيماً بما كان منك من الافتراء على هذه الفتاة، وهو وإن كان ليس بقذف بالمعنى الشرعي الذي هو الاتهام بفاحشة الزنا، إلا أنه من البهتان المحرم، فالواجب عليك التوبة إلى الله من ذلك، ومن توبتك أن تكذبي نفسك عند من ذكرت هذه الفتاة بالسوء، بأن تراسليهم وتذكري أنك كذبت فيما نسبته لهذه الفتاة من المحرمات، ولا يشترط أن تستحلي الفتاة نفسها.
قال ابن القيم في مدارج السالكين: والقول الآخر: أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه بل يكفي توبته بينه وبين الله وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه. اهـ
وأما بخصوص الدعاء على هذا الشاب، فاعلمي أنك ظلمت نفسك بالتمادي معه في تلك العلاقة الآئمة، فلا حق لك عليه، فلا تشغلي نفسك به، واشتغلي بتحقيق التوبة، واعلمي أنك إذا صدقت في التوبة فإن الله تعالى يقبلها، بل هو سبحانه يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات.
والله أعلم.