السؤال
بالنسبة لكلمة قل في القرآن الكريم. هل هي خطاب للنبي صلى الله عليه و سلم في كل المواضع، والنبي مأمور ومكلف بما بعدها؟وخصوصا في قوله تعالى: وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا، مع أنه من المعلوم أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم ماتا كافرين.أرجو التوضيح مع بيان المنهج النبوي الصحيح في التفسير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكلمة (قل) في القرآن الكريم الأصل فيها أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، إلا إن دل السياق على غير ذلك، كما في الآية التي ذكرها السائل فقد قال الله تعالى قبلها: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * {الإسراء: 23، 24}.
فقوله (عندك) وقوله (فلا تقل لهما) قرينة واضحة على أن المراد بالأمر ليس النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو المخاطب الذي عنده حال الخطاب أحد والديه أو كلاهما.
قال ابن عاشور في (التحرير والتنوير): الخطاب لغير معين فيعم كل مخاطب بقرينة العطف على { ألا تعبدوا إلا إياه }. وليس خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم يكن له أبوان يومئذ.
وإيثار ضمير المفرد هنا دون ضمير الجمع لأنه خطاب يختص بمن له أبوان من بين الجماعة المخاطبين بقوله: { ألا تعبدوا إلا إياه }. فكان الإفراد أنسب به، وإن كان الإفراد والجمع سواء في المقصود لأن خطاب غير المعين يساوي خطاب الجمع. اهـ.
وأما ما يتعلق بالمنهج الصحيح في التفسير، فيمكن للسائل الكريم الرجوع إلى التقسيم الموضوعي للفتاوى بعنوان: التفسير والمفسرون.
والله أعلم.