السؤال
ما هو تفسير قوله تعالى في سورة النساء: ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا.
ما هو تفسير قوله تعالى في سورة النساء: ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجاء في كتاب (أيسر التفاسير) للشيخ أبي بكر الجزائري:
شرح الكلمات: تزكية النفس: تبرئتها من الذنوب والآثام. {يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ}: يطهر من الذنوب من يشاء من عباده بتوفيقه للعمل بما يزكي النفس وإعانته عليه.
الفتيل: الخيط الأبيض يكون في وسط النواة، أو ما يفتله المرء بأصبعيه من الوسخ في كفه أو جسمه وهو أقل الأشياء وأتفهها.
{الْكَذِبَ}: عدم مطابقة الخبر للواقع.
معنى الآية: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} وهو أمر يحمل على العجب والاستغراب إذ المفروض أن المرء لا يزكي نفسه حتى يزكيه غيره، فاليهود والنصارى قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} . وقالوا: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى} . وقالت اليهود: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ} ، إلى غير ذلك من الدعاوي الباطلة، ولما أنكر تعالى عليهم هذا الباطل الذي يعيشون عليه فعاقهم عن الإيمان والدخول في الإسلام، وأخبر تعالى أنه عز وجل هو الذي يزكي من يشاء من عباده، وذلك بتوفيقه إلى الإيمان وصالح الأعمال التي تزكو عليها النفس البشرية، فقال تعالى: {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً}. أي: أقل قليل فلا يزاد في ذنوب العبد ولا ينقص من حسناته. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني