السؤال
إني أود أن أستفسر عن أمر قد أقلقني، فنحن لدينا قط مريض وحاله يشير إلى أنه قد يموت قريبا، ولكن ما يقلقني هو أن أمي ترفض أخذه إلى الطبيب بسبب غلاء تكاليف العلاج عادة، فهل نأثم إذا مات هذا القط وقد امتنعنا عن علاجه، هل ينطبق في هذه الحالة حديث النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة التي دخلت النار بسبب هرة؟ فنحن نطعمه ونشربه الماء ولكني أخاف بأن نكون مقصرين. فأرجو الإفادة في هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الرحمة خلق حميد ينبغي للمسلم أن يتصف به مع كل شيء، وهي من أسباب رحمة الله بعباده، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء. رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: في كل كبد رطبة أجر. رواه البخاري.
وإذا كان في علاج هذا القط مشقة بكم أو تكلفة لكم، فلا حرج عليكم في عدم علاجه لعدم وجوب ذلك عليكم أصلاً، ولذلك فليس عليكم إثم في عدم علاجه أو إخراجه من بيتكم، وإنما الإثم في حبسه عن طلب رزقه ومنعه من الطعام والشراب حتى يموت، فهذا الذي دخلت المرأة بسببه النار كما في الحديث المشار إليه. وإذا يئستم من حياته جاز لكم -عند بعض أهل العلم- ذبحه وتخليصه من التعذيب، وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 53774، والفتوى رقم: 104427 وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.