السؤال
لا أدري كيف أصوغ لكم السؤال، أنا في بعض الأحيان أحس أن الله يحبني فيرسل لي إشارات معينة فمثلا أمس أحدهم قال لي بشكل مزاح أني منافقة، إنما أنا تحسست من الكلمة وقمت صباح اليوم التالي أفكر في نية القائل وأنه متعمد قولها لي وبدأت أفكر بسوء ظن بينما كنت أتصفح بعض المواقع لأفتح صفحه مكتوب فيها حديث للرسول بمعناه أن حسن الظن من العبادة. ومرة كنت ساهية عن صلاة الظهر وفتحت صفحه انترنت ووجدت فيها عبارة معناها لا تسهو عن الصلاة. وأيضا حين أبدأ بالحزن واستعجال الاستجابة لدعائي أجد بموقعكم سؤال عن الصبر والتحمل وأجرهم ومثل هذه الأمثلة الكثير.
سؤالي: تفكيري بأن هذه إشارات من الله لأنه يحبني تعتبر من حسن الظن بالله أم مجرد وسواس؟ لأني حين أبدأ أفكر بأن الله يحبني وهذه إشارات منه أبدأ أكلم نفسي كيف الله يحبني وأنا مقصرة معه وبحقه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن كل ما يحدث للعبد إنما هو بتقدير الله تعالى، ولا يخرج عن ذلك ما ذكرته السائلة مما يحدث معها.
ولا يخفى أنه لا يمكن القطع بدلالة تلك الإشارات على المحبة أو عدمها، فهذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وأما من حيث الاحتمال فقد تكون رحمة من الله وتذكير وموعظة، وقد تكون حجة منه سبحانه على عبده، أو غير ذلك.
وينبغي لمن وقع له مثل ذلك أن ينتبه وأن يتدبر، فقد قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا.{الفرقان: 73}.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار. اهـ.
وأما مسألة حسن الظن بالله تعالى فقد سبق لنا بيان معناه وثمراته وسبيل تحقيقه في الفتوى: 131535.
ونوصي السائلة كذلك بمراجعة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10800 ، 1208 ، 29785 ، 25324 ، 18074. ففيها بيان وسائل تقوية الإيمان وتحقيق الاستقامة، وذكر نصائح لاجتناب المعاصي، وبيان شروط التوبة ودلائل قبولها وما ينبغي فعله عندها.
والله أعلم.