الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الضمير في قوله تعالى (فسواهن سبع سموات)

السؤال

لماذا قال الله تعالى :{فسواهن سبع سماوات} ولم يقل فسواها، { منه آيات محكمات هن أم الكتاب } هي أم الكتاب.لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: { وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس } ولم يقل يعلمها.جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف في الضمير المذكور في قوله فسواهن فقال الرازي في مفاتيح الغيب: الضمير فسواهن ضمير مبهم وسبع سماوات تفسير له كقوله: ربه رجلا. وفائدته أن المبهم إذا تبين كان أفخم وأعظم من أن يبين أولا، وقيل الضمير راجع إلى السماء، والسماء في معنى الجنس وقيل جمع سماءة. انتهى

وإذا كان الضمير راجعا إلى السماء فهو راجع عليها باعتبارها جمعا؛ لأن كلمة السماء تستعمل دالة على المفرد والجمع. كما قال الراغب الأصفهاني في غريب القرآن: والسماء المقابل للأرض مؤنث وقد يذكر ويستعمل للواحد والجمع لقوله: ثم استوى إلى السماء فسواهن. اهـ

وإذا كان الضمير راجعا إلى السماء باعتبارها جمعا فهو مطابق لمفسره، ومثله الضمير المذكور في قوله: هن أم الكتاب، وفي الحديث الشريف: لا يعلمهن. فكل من الضمائر الثلاثة مطابقة لمرجعه، وهذا جائز عند أهل اللغة، ولكن الأفضل عندهم في جمع الكثرة لما لا يعقل أن يكون ضميره مفردا، وفي جمع القلة أن يكون مطابقا.

كما قال الناظم:

وجمع كثرة لما لا يعقل * فالأحسن الإفراد فيه يافل

في غير هذا الأحسن المطابقة * لا غيرها نحو هبات لائقة

فكل من الأمرين جائز في كلا الحالتين، والأفضل ما ذكرنا كما قال الأشموني في شرح الألفية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني