السؤال
أولاً: أشكركم خالص الشكر على ما تقدمونه وجزاكم الله عنا كل خير.
أنا شاب عندي من العمر 18 عاماً ومغترب حاليا في صالح العلم. وسؤالي عن الكفالة - كفالة اليتيم.
لي رغبة خالصة بكفالة يتيم وعن نفسي فلن أهنأ حتى أكفل يتيما لحديث الرسول أنا وكافل اليتيم في الجنة.
تحدثت مع الوالد حول الموضوع ووافق بأن يدفع عني المال المطلوب، وقال لي سأدفع وبنية مني لك والمال واحد أي لا فرق بين الأب والابن.
فاتح أبي الموضوع مع المسؤول عن مؤسسة كفالة اليتيم في البلاد، وعارض بأن أكفل يتيما، وعلل بأن المال ليس بمالي، ولا أريد أن أجادله في الموضوع حتى أكون على يقين بأن لي الصلاحية بأن أكفل أم لا وأنا في هذه الحال، فأنا طالب متغرب، ولكن والله على ما أقول شهيد، بأن نيتي خالصة في كفالة يتيم .
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بالاشتغال بالعلم والتغرب من أجله فطلب العلم المشروع تعلمه من أهم الأمور وأفضله الذي يتعين على الأمة تفريغ بعض أذكيائها لتحصيله هو العلم الشرعي الذي يصلح العبد به إيمانه وأعماله وينفع به غيره حتى يسلم من الخسارة المذكورة في سورة العصر.
وطلب العلم الشرعي أفضل من جميع الأعمال التي يخدم به المجتمع، فأعظم ما ينفق على الناس هو تبصيرهم بحاجتهم الدينية. وراجع الفتوى رقم: 58231.
وأما كفالة اليتيم فأجرها عظيم كما في الحديث الذي ذكرت، وقد بينا ما تحصل به الكفالة في الفتوى رقم: 31965، والفتوى رقم: 59947.
فإذا وجدت مالا تحصل به المهمة سواء كان هبة من أبيك أو تملكته بوسيلة أخرى فإن الله تعالى يعطيك ما في الأحاديث من الثواب إذا كفلت يتيما كفالة تامة تشمل رعايته والإنفاق على مصالحه ويدخل في ذلك تعليمه وتأديبه فما أعطاك أبوك ملك لك لا يحق لأحد أن يعترض على أن تكفل به يتيما، ويمكن للأب أن يدفع المال للجهة دون أن يخبرهم أنك الكافل، وإن لم يقبلوا فيمكنك أن تجد يتيما من أقاربك أو جيرانك أو غير ذلك من يتامى العالم تكفله ويحصل لك الأجر بإذن الله تعالى.
والله أعلم.