الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة الصادقة تمحو الذنوب

السؤال

حدث معي في الصغر بين المرحلة الابتدائية والإعدادية أن لاعبني أخي الأكبر بسنتين كما يلاعب الزوج زوجه, وفي تلك الفترة كنت لا أعرف ما معنى الملاعبة فلم أعترض على ما فعل, وكان يفعل أشياء أستحي من كتابتها وأفظعها أنه طلب مني التمضمض ببوله ففعلت, ولكن حين علمي بعد مدة بحقيقة ما كان يفعل أحسست بمرارة وبكيت أقول في نفسي ذنب لا يغتفر، وكلما أراد فعل ذلك بي ثانية كنت أصده حتى انصرف عني
فلا أدري هل أنا في حكم الطفل الذي فعل معصية أم ماذا؟
من جهتي سامحته وهو تناسى ما بدر منه ولكن أنا كلما تذكرت ذلك أجهش بالبكاء حتى اليوم وآخذ حذري منه ولم أخبر أحدا بذلك غيركم لخوفي من الأذى واطمئنان نفسي لهذا الموقع لافتائي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا الأمر قد حصل قبل بلوغك الحلم، فلا إثم عليك فيه لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل. رواه أبو داود وصححه الألباني.

وعلى كل حال فإن البالغ إذا وقع في ذنب ثم تاب منه فإنّ الله يغفر له ذنبه، فإنه تعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}.

فعلى السائل أن يعرض عن التفكير في هذا الأمر ولا يخبر أحداً بما كان، وليقبل على ما ينفعه في دينه ودنياه من العلم النافع والعمل الصالح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني