الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي هو: كيف يتم الجمع بين الآيتين الكريمتين (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)؟ (وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الآية الأولى: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ. {42}، قال عنها العلماء: ليس للشيطان سلطان على قلوبهم وموضع إيمانهم، وقيل ليس له سلطان في أن يلقيهم في ذنب لا تمحوه التوبة أو يمنعهم من عفو الله ويضيقه عليهم، وهؤلاء الذين هداهم الله واجتباهم واختارهم واصطفاهم...

وأما الآية الثانية: وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ. {21}. قال العلماء: ما كان للشيطان على من أغواهم من حجة ولا سلطان ولا برهان، وإنما هو التزيين والإغراء والخداع... والله ما ضربهم بعصا ولا أكرهم على شيء، وما كان إلا غروراً وأماني، دعاهم إليها فأجابوه، فسيطر عليهم بالغرور والخداع... وعلى ذلك فليس بين الآيتين الكريمتين تعارض حتى نحتاج إلى الجمع بينهما، فالآية الأولى تنفي تسلط الشيطان على قلوب المخلصين وإيمانهم. والثانية تنفي تسلطه على من أغواهم بالحجة والبرهان أو بالدليل والبيان ولكنه استهواهم بالغرور والخداع.. فانقادوا له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني