الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يظلم الوجه بالنظر إلى الأجنبية بغير شهوة

السؤال

سمعت أن المعصية لها ظلمة في الوجه وأن الطاعة لها نور في الوجه، وسمعت أن النظر إلى الفتاة ولو بدون شهوة معصية وحرام فمثلا ما الذي سيحدث للشخص إذا نظر إلى الفتاة بدون شهوة فما هي الظلمة التي ستحدث في وجهه وماذا إن لم ينظر لها فما هو النور الذي سيكون في وجهه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنظر الرجل إلى المرأة الأجنبية حرام ولو بدون شهوة كما سبق في الفتاوى التالية: 5776، 7216، 36031.

واعلم أن الذنوب والمعاصي لها آثار وعقوبات كثيرة ومتنوعة في الدنيا والآخرة . وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الجواب الكافي كثيرا من آثارها على القلوب والعقول والأبدان والأرزاق فأجاد وأفاد.

وانظر الفتوى رقم: 52539 ، والفتوى رقم: 99766 وما أحيل عليه فيها.

ومما ذكره ابن القيم في ذلك ظلمة القلب، فقال: ومنها ظلمته يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا أدلهم، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره فان الطاعة نور والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا في الوجه حتى يراه كل أحد. قال عبد الله بن عباس: إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق.

واعلم أن هذه الظلمة ليست هي اسوداد البشرة، كما أن الضياء ليس هو بياضها، وإنما هي سمات تعلو الوجوه، فوجوه العصاة تغشاها ظلمة ولو كانت بشرتهم بيضاء، كما أن وجوه الطائعين يعلوها الضياء والإشراق ولو كانت بشرتهم سوداء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني