السؤال
الآية 14 من سورة النحل. ما معنى مواخر؟ وما مفردها؟
الفلك مفرد أم جمع ؟ وما مفردها إذا كانت جمعا وما جمعها إذا كانت مفردا؟
الحديث الذي يقول: لا تركب البحر إلا غازيا أو حاجا. هل هو صحيح؟ وهل يوجد به جواز ركوب البحر لصيد السمك؟ إذا كان لا يوجد بالحديث ذلك كيف ذلك والآية تحث على ركوب البحر للصيد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الآية المشار إليها هي قول الله تبارك وتعالى: وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. {النحل: 14}.
قال أهل اللغة: أصل المخر شق الماء عن يمين وشمال. ومخرت السفينة تمخر (بالفتح) وتمخر (بالضم) مخراً ومخوراً فهي ماخرة إذا جرت تشق الماء مع صوت، ومنه قوله تعالى: وترى الفلك مواخر فيه. يعني جواري.
وقال أهل التفسير: مواخر فيه أي مقبلة ومدبرة .. والمخر في هذا الموضع: صوت جري السفينة.
ومفرد مواخر: ماخرة، والفلك هي السفن، جمع لا مفرد له من لفظه، واحده وجمعه بلفظ واحد، ويذكر ويؤنث، وقيل: واحده فلك بفتح أوله وثانية وجمعه فلك بضم أوله وسكون ثانية، مثل أسد وأسد، وخشب وخشب.. ملخصا من القرطبي واللسان لابن منظور..
وأما الحديث المذكور فهو ضعيف لا تقوم به حجة كما سبق بيانه بالتفصيل وأقوال أهل العلم انظر الفتويين: 60632، 7263.
وقد امتن الله على عباده في غير ما آية من كتابه بأن يسر لهم ركوب البحر والصيد فيه. فنصوص الوحي من القرآن والسنة مليئة بهذا المعنى. قال القرطبي في التفسير: هذه الآية وما كان مثلها دليل على جواز ركوب البحر مطلقاً لتجارة كان أو عبادة كالحج والجهاد ..
ومن السنة حديث أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا نركب البحر ونحمل معنا من الماء القليل .. الحديث
والله أعلم.