الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة النصوح تمحو ما كان قبلها من الذنوب

السؤال

سمعت في أحد البرامج أن شابا أصبح الآن طالب علم شرعي كان في صغره يمارس الفاحشة -و العياذ بالله- مع صديق له في نهار يوم من أيام رمضان ثم تاب توبة نصوحة، فرد عليه الداعية الضيف في الحلقة أنه لا عليه إلا التوبة. فهل ذلك صحيح؟ أفيدونا لأن هذه الفتوى مهمة للدعوة في بلاد أوروبا أو بعض أهلها المسلمين المنتشرين حاليا في بلدنا لدراسة اللغة العربية و القرآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن التوبة النصوح تمحو ما كان قبلها من الذنوب وتكفر ما سبق من المعاصي، وانظر الفتوى رقم: 16907. ولعل هذا هو ما قصده الشيخ الداعية من أن مرتكب فاحشة اللواط في نهار رمضان لا يلزمه إلا التوبة.

ولكن التوبة لا تبرِّئ الذمة من الكفارات اللازمة من مقارفة بعض المعاصي أو الجنايات، ولا ما استقر في الذمة من العبادات والديون لله، ولا ما لزم من التبعات وحقوق العباد، وانظر الفتويين: 97771، 127512.

وعلى هذا، فإن ذلك التائب عليه قضاء ذلك اليوم من رمضان مع الكفارة الكبرى ، وانظر الفتوى رقم: 55422.

ولكن هذا الحكم خاص بالمكلفين، فإن كان المسؤول عنه وقت اقترافه لفاحشة اللواط غير مكلف فلا يلزمه شيء من ذلك لأن قلم التكليف مرفوع عنه، وانظر الفتوى رقم: 5074.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني