السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم أريد أن أسألكم عن موضوع لي فيه شك, هناك مؤسسة لجمعية نسائية تابعة للكنيسة يذهب إليها الكثير من النساء المغاربة يلتقين هناك لتعلم اللغة العربية في جو مدرسي وذلك بواسطة الحوار, ومن يشرفن على هذا هن الرهيبات، أعلم أن هذا مسموح به لكن في هذا المحل توجد صورة لشخص، في الماضي كنت أذهب إلى هذا المكان وذلك للتعلم ولكي ألتقي مع النساء فلا أكون منفردة وحدي، لكن بسبب المرض وفي الأخير تركت هذا المكان بسبب الصورة، والآن جارتي تريد أن تذهب إلى هناك وتريد أن أذهب معها فطلبت منها بأن تنتظر حتى أسألكم. فهل يمكن الذهاب إلى هناك أم لا؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجوز في الأصل ذهاب المرأة لطلب العلم ولو كان علماً دنيوياً كتعلم اللغة ونحو ذلك إذا انضبط ذهابها بالضوابط الشرعية من الالتزام بالحجاب وعدم الاختلاط بالرجال، وأما الذهاب إلى المؤسسة المشار إليها مع وجود صورة شخص فإن كانت الصورة مرسومة -وليست فوتوغرافية- فهي محرمة، وإن كانت فوتوغرافية فهي محرمة أيضاً عند بعض العلماء ومباحة عند آخرين إذا خلت من محظور شرعي كتعظيم ونحو ذلك. ويغلب على الظن أن الصور التي تعلق في الكنائس والجمعيات التابعة لها أنها للتعظيم حيث يعلقون صور قسيسيهم ورهبانهم، وإذا كانت كذلك فهي من الصور المحرمة ولو كانت فوتوغرافية، وقد دلت سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة أصحابه الكرام على الامتناع من الدخول في مكان فيه صورة، فقد روى مالك والبخاري ومسلم عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية وقالت: يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله، فماذا أذنبت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بال هذه النمرقة، قالت: اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة.
وفي سنن أبي داود: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى محيت كل صورة فيها.. وروى البيهقي بسند صححه الألباني وذكره البخاري معلقاً بصيغة الجزم عن أسلم مولى عمر: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم الشام فصنع له -أي طعاماً- رجل من النصارى فقال لعمر: إني أحب أن تجيئني وتكرمني أنت وأصحابك -وهو رجل من عظماء الشام- فقال له عمر رضي الله عنه: إنا لا ندخل كنائسكم من أجل الصور التي فيها. وروى البيهقي أيضاً بسند صححه الحافظ عن أبي مسعود عقبة بن عمرو: أن رجلا صنع له طعاماً فدعاه فقال: أفي البيت صورة؟ قال: نعم، فأبى أن يدخل حتى كسر الصورة ثم دخل.
فهذه الأحاديث والآثار تدل على المنع من دخول مكان فيه صور، ولذا ننصح أخواتنا الكريمات بعدم الذهاب إلى تلك المؤسسة وليبحثن عن سبيل آخر -لتعلم اللغة- لا يترتب عليه أي مخالفة شرعية، وانظري في ذلك الفتاوى : 64015، 18462، 11316 . وكلها عن الإقامة في بلاد الكفر وما يتعلق بها.
والله أعلم.