الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن تحس من نفسها إدبارا وتهاونا في الطاعات

السؤال

مشكلتي تتلخص: في أنني منذ ذقت حلاوة الإيمان والتقرب إلى الله منذ أن رزقني الله بزوج صالح تزوجني وأنا في سن 15عاما فأرشدني إلي الطريق الصحيح وألبسني الحجاب وعلمني قراءة القرآن والأذكار فكنت أحافظ على الأذكار والصلوات والاستغفار وكنت أدعو الله أن يرزقني بولد نسعد به ـ والحمد لله ـ استجاب الله الدعاء ومرت شهور وتكاسلت وفقدت طعم الإيمان، وأنا الآن جسد بلا روح، فأنا ـ والحمد لله ـ لم أفعل ما حرمه الله، ولكن تكاسلت عن الأذكار وبدأت أتهاون بالصلاة ولا أحس بالخشوع وحتى الآن أتمنى ولدا ثانيا ولم أرزق به وأستغفر الله، ولكن الاستغفار فباللسان لا بالقلب وأقول هذا بسبب الابتعاد عن الله.
فأرشدوني ـ بارك الله فيكم ـ لأعود إلي الله وأحس بالخشوع في الصلاة والدعاء وأكون سعيدة في حياتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك بما أنعم الله به عليك، ونفيدك أن للنفوس إقبالا وإدبارا، وننصحك بالإكثار من الاستغفار دائما فالإكثار منه مشروع للعصاة وللطائعين.

وأكثري من ذكر الله وإذا حان وقت الصلاة فاستعدي لها في أول وقتها في أقصى مكان من بيتك وصلى الرواتب إن كانت مما تسن قبلها راتبة، وصلي في مكان لا يوجد به مرئي ولا مسموع يشغل القلب، واصرفي الشواغل الذهنية عن قلبك واشغليه بتدبر ما تقرئين من أذكار وأدعية وقرآن، وإذا شرد ذهنك فجاهدي نفسك في رده لينشغل بتدبر ما يقرأ وأكثري من مطالعة فضائل الخشوع والإنابة وقصص سير السلف، وابتعدي عن الاهتمام بالأمور التافهة التي تشغل القلب وتضعف مستوى العاطفة الإيمانية.

وهناك رسالة لطيفة للشيخ الفاضل محمد المنجد عنوانها: 33سببا للخشوع في الصلاة، نرجو مطالعتها والاستفادة منها.

واحرصي على التعاون مع زوجك على برنامج رباني بحيث تجلسان جلسات إيمانية تتدارسان فيها ما يقوي الإيمان وينشط للطاعات وأهم ذلك نصوص الوحيين فطالعا يوميا فيها واعملا بما قرأتما، فإن العمل بالعلم وسيلة الهدى والثبات، كما قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا {النساء:66-68}.

وأكثري سؤال الله الثبات وتجديد الإيمان في قلبك، ففي الحديث: إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فأسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم. رواه الحاكم، وصححه الألباني.

وروي عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. رواه البخاري في الأدب المفرد. وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني