الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بما أنعم الله به عليك، ونفيدك أن للنفوس إقبالا وإدبارا، وننصحك بالإكثار من الاستغفار دائما فالإكثار منه مشروع للعصاة وللطائعين.
وأكثري من ذكر الله وإذا حان وقت الصلاة فاستعدي لها في أول وقتها في أقصى مكان من بيتك وصلى الرواتب إن كانت مما تسن قبلها راتبة، وصلي في مكان لا يوجد به مرئي ولا مسموع يشغل القلب، واصرفي الشواغل الذهنية عن قلبك واشغليه بتدبر ما تقرئين من أذكار وأدعية وقرآن، وإذا شرد ذهنك فجاهدي نفسك في رده لينشغل بتدبر ما يقرأ وأكثري من مطالعة فضائل الخشوع والإنابة وقصص سير السلف، وابتعدي عن الاهتمام بالأمور التافهة التي تشغل القلب وتضعف مستوى العاطفة الإيمانية.
وهناك رسالة لطيفة للشيخ الفاضل محمد المنجد عنوانها: 33سببا للخشوع في الصلاة، نرجو مطالعتها والاستفادة منها.
واحرصي على التعاون مع زوجك على برنامج رباني بحيث تجلسان جلسات إيمانية تتدارسان فيها ما يقوي الإيمان وينشط للطاعات وأهم ذلك نصوص الوحيين فطالعا يوميا فيها واعملا بما قرأتما، فإن العمل بالعلم وسيلة الهدى والثبات، كما قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا {النساء:66-68}.
وأكثري سؤال الله الثبات وتجديد الإيمان في قلبك، ففي الحديث: إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فأسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم. رواه الحاكم، وصححه الألباني.
وروي عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. رواه البخاري في الأدب المفرد. وصححه الألباني.
والله أعلم.