الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلمة تحرص على كون المتقدم لخطبتها من أصحاب الدين والخلق

السؤال

سؤالي: أنا الفتاة الوحيدة عند أهلي أدرس في المرحلة الجامعية، أنا فتاة والحمد لله محافظة على صلاتي وملتزمة بحجابي الشرعي، و قد تقدم لخطبتي العديد من الأشخاص الطيبين، ولكن كنت أرفض بحجة أن أهلي يقولون إنه لايمكننى الزواج إلا بعد إتمام دراستي، ولكن فعلوا ذلك بدون إرادتى، ..كنت أتمنى أن أرتبط بشاب متدين، وقد تقدم لي في هذه الفترة شاب لا يملك مؤهلا جامعيا، ويصلي ولكن ليس بالمسجد ويسمع الأغاني، ولكن أخلاقه جيدة وهو قريب أمي و أنا خائفة لأن أبي يقول لا بد أن تكملي دراستك، ويقول لي إذا أنت تريدين الزواج تزوجي لا علاقة لي بذلك ...وأمي تقول لا علاقة لي بهذا الموضوع، أنت حرة فيما تفعلين، يعني أنها لن تتدخل بحجة أنه قريبها ... يعنى ليس لي من يسأل عني، ولا يريد أحد منهم تحمل مسؤولية اختياره لشريك المستقبل، أنا لا أعرف ماذا أفعل، اضطررت إلى مكالمة هذا الشخص بعلم أمي لأتعرف عليه بواسطة الهاتف بعد أن حضر لخطبتي في المنزل من أبي.... مع أني أعلم أنه لا يجوز شرعا ولكن ماذا أفعل مع العلم أني صليت صلاة الاستخارة ووكلت أمري لله، ولكن أنا خائفه أن يرد والداي هذا الخطيب لعدم استغنائهم عني أرشدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لوالدك أن يمنعك من الزواج بمن تريدين ما دام صاحب خلق ودين, وما يعتذر به من أمر الدراسة ليس عذرا على الإطلاق كما بيناه في الفتوى رقم: 18626, وبينا في الفتوى المذكورة أن الأقرب إلى مقصود الشارع تقديم الزواج على إكمال الدراسة, ويتأكد هذا في ظل هذه الأزمان التي تموج فيها الفتن كموج البحر.

فعليك أن تخبري أباك بهذا بأسلوب لين رقيق, وتعلميه أن امتناعه عن تزويجك يوقعه في العضل المحرم.

أما بخصوص هذا الشاب فنرى أن تتأني قبل الارتباط به لأن ما ذكرت عنه يدل على رقة دينه وضعف يقينه, فإن صلاة الجماعة بالمسجد واجبة على الراجح من أقوال أهل العلم والمواظبة على تركها لا تجوز كما بينا في الفتوى رقم: 1798.

وأما سماعه الأغاني ففيه تفصيل فإن كان يستمع للأغاني المنتشرة في أيامنا، المصحوبة بالمعازف وآلات اللهو فهذا حرام لا خلاف في حرمته كما بينا في الفتوى رقم: 20951, والمستمع لهذه الأغاني فاسق.

أما إن كان يستمع للأغاني المباحة التي لا تشتمل على معازف ولا فحش في القول ولم تكن من امرأة لرجال أجانب فهذه لا بأس بها إلا أنه يكره المداومة عليها , وقد سبق تفصيل هذا كله في الفتوى رقم: 131.

والخلاصة أنه ينبغي أن تعلمي هذا الشخص بحرمة ترك صلاة الجماعة، وحرمة سماع الأغاني الهابطة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم, فإن تاب من هذا فلا حرج عليك في الزواج منه, فإن أصر أبوك على الامتناع من تزويجك به فهو عاضل, والعاضل تسقط ولايته, فحاولي أن توسطي لديه من له وجاهة عنده ليقنعه بالمبادرة بتزويجك، فإن أصر على رفضه فيجوز لك حينئذ أن ترفعي أمرك للقضاء ليجبره على التزويج أو يزوجك دونه.

وما حدث بينك وبين هذا الشاب من حديث لا حرج فيه ما دام في حدود المصلحة والحاجة، واجتنبت فيه المحرمات من الخلوة والخضوع بالقول واللين في الحديث والتطرق إلى ما لا يجوز, وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 1847 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني