السؤال
أنا فلسطيني أدرس في إحدى الدول الإسلامية، كذلك كنت أعمل بوظيفة تكفي لإعالتي وإعالة عائلتي، أعطاني أحد الزملاء مبلغا من المال كمساعدة، فلم أقبل ذلك واقترحت عليه أن أرسل المال للفقراء في فلسطين، فوافق على ذلك، وبعد أقل من أسبوع تعرضت لأزمة مالية وفقدت مالي، وفقدت وظيفتي، ولم أجد بديلا إلا وظيفة بنصف راتبي الأول ولا يكفي لإعالتي. فأخبرت صديقي بذلك فقال لي المبلغ تحت تصرفك، وفعلا استخدمت هذا المال، فماذا تقترحون علي، هل أخرج هذا المال إذا تيسر حالي، أوأقترض وأخرج المال من الآن. أنا غير مرتاح لأني استخدمت المال لنفسي.
وكذلك الآن أعطاني نفس الأخ الفاضل مبلغا من المال للفقراء في فلسطين ولأهلي في فلسطين إذا كانوا محتاجين، فهل لي الأخذ إذا احتجت حيث إنني الآن بدون عمل نهائيا. أرجو إفادتي كيف يمكن أن أوزع هذا المال...
ولكم جزبل الشكر
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت قد قبلت من صديقك هذا المال فقد دخل في ملكك بذلك، ولا حرج عليك في قبوله إن شاء الله لأنه بذله عن طيب نفس، ولا نرى لك أن تقترض وتحمل نفسك تبعة الدين من أجل إخراج هذا المال من ملكك وهو أمر لا يلزمك، فإذا أيسرت وأردت أن تتصدق بمقدار هذا المال أو أقل أو أكثر فهذا حسن، وباب الصدقة واسع، ولباذلها الثواب العظيم الذي دلت عليه النصوص بكثرة مع التنبه إلى أن هذا لا يلزمك.
وأما المال الذي دفعه إليك لتوزعه على الفقراء في بلدك فالظاهر أنه أرادهم بخصوصهم في دفع هذا المال إليهم فليس لك الأخذ منه والحال هذه إلا أن تستأذنه، وأما إن لم يكن أرادهم بخصوصهم وإنما أراد جنس المحتاجين جاز لك الأخذ من هذا المال إذا كان وصف الحاجة يصدق عليك، والتعفف أولى على كل حال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح: ومن يستعفف يعفه الله.
والله أعلم.