السؤال
أولادي إسلام ومحمد تركتهم مع أمهم في دولة أعمل بها وذهبت لكي أستخرج عقد عمل لهذه الدولة من بلدي وقبل أن أرجع إلى أولادي وزوجتي اتصلوا بى وقالوا إنه صار حريق بالمنزل واحترق أولادي محمد 100*100 نسبة الحريق وإسلام 94*100 حجزت طائرة وذهبت إليهم ولكن كان قضاء الله نفذ في محمد ولم أره قبل موته بشهر وكان يريد مقابلتي قبل الوفاة وأيضا وهو في الاحتضار أما سلام كان بالمصلحة فى قسم العناية القصوى كان يسمعنا ولا يتكلم لحالته وكنا نراه عن طريق شاشة تلفزيونية فقط كنت أذهب له في الزيارة وقبل موته بيوم كنت عنده وكان واضحا أنه كان يريد أن يقول شيئا ولكني لم أفهمه منه لأني كنت أقول له هل تقصد كذا أو كذا فكان (يمطوح جسده)بشدة على أنه ليس هذا المقصود، في اليوم الذي توفي فيه إسلام لم أزره في هذا اليوم بسب بعد المسافة بيننا وهي 200 كيلو متر اتصلوا بى هاتفيا وأبلغوني بالوفاة بالمصلحة، فماذا عن ابني محمد الذي كان يريد أن يراني وهو في احتضاره وعمره 8 سنوات وإسلام الذي كان يريد أن يبلغني بشيء ومات ومعه سره، أسألكم بالله أن تجيبوني على هذا، وهل هما فعلا في حكم الشهداء أم لا وماذا عني في وفاتهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأحسن الله عزاءكم في ولديكما، وأخلفكم خيرا، وألهمكم الصبر، وأعظم لكم الأجر .. وأبشروا بما يسركم في الدنيا والآخرة إن أنتم رضيتم بقضاء الله وقدره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ. رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وحسنه الألباني.
وقد سبق لنا بشيء من التفصيل بيان ثواب وفضل من مات له أولاد صغار، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59259، 3499، 14321، 49874.
وأما ما كان من ولديك فلا نفع في الانشغال بالتفكر فيه، وإحزان النفس والأهل بسبب ذلك، ولكن عليك بالانشغال بما يعود عليك نفعه في دينك ودنياك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم.
وأما الحكم بكون ابنيك من الشهداء، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الْحَرَقُ شَهَادَةٌ. وفي رواية: صَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه. وصححه الألباني. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 8223.
على أن أبناءك توفاهم الله ولم يبلغوا الحنث بعد، فهم في الجنة حتى ولو ماتوا على فرشهم، قال الإمام النووي: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة. انتهى.
وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2740، 20175، 51768.
والله أعلم.