الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأحسن الله عزاءكم في ولديكما، وأخلفكم خيرا، وألهمكم الصبر، وأعظم لكم الأجر .. وأبشروا بما يسركم في الدنيا والآخرة إن أنتم رضيتم بقضاء الله وقدره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ. رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وحسنه الألباني.
وقد سبق لنا بشيء من التفصيل بيان ثواب وفضل من مات له أولاد صغار، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59259، 3499، 14321، 49874.
وأما ما كان من ولديك فلا نفع في الانشغال بالتفكر فيه، وإحزان النفس والأهل بسبب ذلك، ولكن عليك بالانشغال بما يعود عليك نفعه في دينك ودنياك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم.
وأما الحكم بكون ابنيك من الشهداء، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الْحَرَقُ شَهَادَةٌ. وفي رواية: صَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه. وصححه الألباني. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 8223.
على أن أبناءك توفاهم الله ولم يبلغوا الحنث بعد، فهم في الجنة حتى ولو ماتوا على فرشهم، قال الإمام النووي: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة. انتهى.
وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2740، 20175، 51768.
والله أعلم.