الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحدث مع الأجنبية بشأن الخطبة وسبل إقناع أهلها

السؤال

أرجو إفتائي في أمري فإني أرغب في التقرب أكثر من الله على أسس علمية كانت لي علاقة محرمة مع فتاة في الكلية وعندما تخرجت وتخرجت خطبتها من أهلها فوافقوا ولكن الله قد ابتلاني بأن تفسخ هذه الخطوبة وقد رفضت رفضا تاما من أهلها ولكني الآن أكن لها مشاعر حب جياشة وكلهم يقولون لي عليك أن تؤمن بالنصيب فإنها ليست من نصيبك ولكني لدي حسن ظن بالله بأن الله قد تاب علي عندما تبت إليه وأنه سيهبني إياها فوقعت في حيرة بين حسن الظن بالله والتفاؤل وبين قولهم بأني لا أرضى بما كتب لي وأني إلى الآن لا أرى أنه قد كتب علي وإلا قد رضيت, والأمر الأخر أني أريد أن آخذ بالأسباب لإقناع أهلها فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيفما يشاء وعسى الله أن يؤلف بيننا ويوافقوا علي، ادع لي، وأريد أن أدفع بالتي هي أحسن, لكني أحتاج أحيانا لأن أكلمها لآخذ منها معلومات حول كيف لي ان أقنع أباها وأمها وما الطريقة الأمثل والله أعلم أني قد تبت من هذه العلاقة ولا أريد العودة إلا بالحلال والزواج فأفتوني في أمري هل مخاطبتي لها محظورة علي أم أنها من الاضطرار والله أعلم بما في نفسي أفتوني وانصحوا لي فما ندم من استخار ولا خاب من استشار، وقد صليت الاستخارة عدة مرات ووجدت نفسي مقبلا على الأخذ بالأسباب مهما فشلت مرارا وتكرارا ولم أفقد الأمل، وهل هناك طرق لإقناع الأهل، وإن رفضوا رفضا تاما فماذا أفعل؟ وما حكم الشرع بعدها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على التوبة والاستقامة ونسأل الله ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، ويهيئ لك من أمرك رشدا، ويوفقك لما يحبه ويرضاه.

وأما ما سألت عنه فلا حرج عليك في السعي لإقناع أهل خطيبتك والتأثير عليهم، ويمكنك توسيط بعض أهل الصلاح والفضل ممن لهم وجاهة عندهم لعل ذلك يثنيهم عن رأيهم ويوافقوا على تزويجك، فإن تم ذلك فبها ونعمت، وإلا فاعلم أن الله صرفك إلى ما فيه خير لك وصلاح أمرك، لأنك قد استخرته ووكلت أمر الخيرة إليه، ولا عبره بما تجده من الحب والتعلق بتلك الفتاة، فقد يحب المرء ما فيه شره، ويكره ما فيه خيره، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

وذوات الدين والخلق غيرها كثير، فإن لم يتيسر لك أمرها فابحث عن غيرها، وأما مخاطبتك إياها في شأن الخطبة وسبل إقناع أهلها فلا حرج فيها، لكن لا بد أن تقدر الحاجة بقدرها، وتجتنب كلمات الحب والخضوع بالقول وعدم الخلوة والنظر. وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 104852 ، 18477، 24750.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني