الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على التوبة والاستقامة ونسأل الله ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، ويهيئ لك من أمرك رشدا، ويوفقك لما يحبه ويرضاه.
وأما ما سألت عنه فلا حرج عليك في السعي لإقناع أهل خطيبتك والتأثير عليهم، ويمكنك توسيط بعض أهل الصلاح والفضل ممن لهم وجاهة عندهم لعل ذلك يثنيهم عن رأيهم ويوافقوا على تزويجك، فإن تم ذلك فبها ونعمت، وإلا فاعلم أن الله صرفك إلى ما فيه خير لك وصلاح أمرك، لأنك قد استخرته ووكلت أمر الخيرة إليه، ولا عبره بما تجده من الحب والتعلق بتلك الفتاة، فقد يحب المرء ما فيه شره، ويكره ما فيه خيره، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وذوات الدين والخلق غيرها كثير، فإن لم يتيسر لك أمرها فابحث عن غيرها، وأما مخاطبتك إياها في شأن الخطبة وسبل إقناع أهلها فلا حرج فيها، لكن لا بد أن تقدر الحاجة بقدرها، وتجتنب كلمات الحب والخضوع بالقول وعدم الخلوة والنظر. وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 104852 ، 18477، 24750.
والله أعلم.