الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر خير ما يتسلى به المرء عند المصيبة

السؤال

نحن من العراق تعرضت أنا وزوجي و ابن أخيه و هو طفل عمره 5 سنوات عندما كنا ذاهبين بنية التسوق و شراء الملابس لزوجي و ابن أخيه اليتيم لأن والده متوفى إثر حادث حرق علما أن زوجي يتيم الأم لأن والدته توفيت عند والدته و نحن من سكنة بغداد و في يوم الخميس المصادف 6-3-2008 بعد المغرب و عند نزولنا من السيارة انفجرت في السوق عبوة ناسفة ثم بعدها انتحاري بحزام ناسف مما أدى إلى استشهاد و جرح المئات و منهم أنا و الطفل عبد الله و زوجي الذي فارق الحياة نتيجة أصابته الشديدة في رأسه و قد أجريت لي 5 عمليات جراحية كبرى في بغداد و إلى حد الآن أعاني من إصابتي و الآن في عمان بصحبة أهلي جئت لغرض العلاج و الطفل إلى حد الآن هو مقعد لأن الضربة جاءت في ظهره قرب الحبل الشوكي في بداية الأمر لم يبلغني أحد بأن زوجي قد مات لأن حالتي كانت حرجة جدا و قالوا لي بأنه مصاب و هو في غيبوبة و لكني أتذكر عند حصول الانفجار أني قلت الشهادة و صحت الله أكبر و بعدها فقدت الوعي و انقطع اتصالي بالعالم الخارجي حتى استيقظت في اليوم الثاني علما أن الدكتورة التي أشرفت على متابعة حالتي كانت تقول أني كنت أقول وأنا تحت تأثير البنج و لسوف يعطيك ربك فترضى عذرا لأن أطلت عليكم و لكني أردت أن تكونوا معي بالصورة زوجي إنسان أحسبه و لا أزكيه على الله أنه طيب و حنون و يحترم الصغير قبل الكبير و الكل يشهد له بذلك و قبل وفاته بستة أشهر التزم بالصلاة لأنه حلم و لم يخبرني بما حلم و لكنه التزم بعده بالصلاة بشكل كبير و أنا عندما أخبروني بأن زوجي مات و الله احتسبت في الحال و لم أجزع و ما كان قولي إلا إنا لله و إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها و حتى الآن أنا لا أستطيع القيام في الصلاة و لكني أصلي وأنا جالسة و قد صمت رمضان علما بأني قد أجريت لي عمليتان في بطني و تم قطع جزء من الأمعاء و القولون التي أصيبت بالشظايا و لكني صبرت و قاومت المرض و الله لقد ابتلاني الله في أعز شيئين علي و هما زوجي الغالي و صحتي و لكني صبرت و قلت إذا كان حظي في الدنيا قليلا فسوف أصبر ليكون حظي في الآخرة كبيرا و هذا ظني بالله سؤالي هو هل يعتبر زوجي شهيدا و هل نيته بشراء ملابس للطفل اليتيم تعتبر حسن خاتمة و هل موته بعد المغرب من يوم الخميس و دفنه يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة و هل صبري و عدم جزعي على ما أصابني سوف آخذ الأجر عليه برحمة و عدل الله سبحانه أمنيتي الوحيدة أن يرزقني الله و أهلي و من أحب حسن الخاتمة و أن يجمعني بزوجي بالجنة علما أن عمري وزوجي لم يتجاوز ال 28 سنة و الحمد لله على كل حال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يرحم زوجك، وأن يغفر له، وأن يرزقه منازل الشهداء، ونسأله سبحانه أن يشفيك ويشفي الطفل عبد الله، وأن يرزقنا وإياك ويرزق جميع المسلمين حسن الخاتمة، وأن يجمعك وزوجك في الجنة.

ونوصيك بالصبر على هذا البلاء، فإن الصبر من خير ما يتسلى به المرء عند حلول المصائب، وبالصبر ينال المسلم كثيرا من خير الدنيا والآخرة، وراجعي في فضل الصبر الفتوى رقم: 56472.

وإن تذكرت فقدك زوجك فتسلي بفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى الطبراني عن عبد الرحمن بن سابط عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب عنده. وقد حسن الحافظ ابن حجر إسناده، وصححه الشيخ الألباني بمجموع طرقه.

ونرجو أن يكون زوجك قد مات على خير وبخاتمة حسنة، خاصة وقد ذكرت أنه كان في تلك اللحظة ساعيا في حاجة هذا اليتيم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار، هذا بالإضافة إلى موته ليلة الجمعة، فقد روى الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني