السؤال
أنا رجل ابتليت بالنظر إلى المحرمات حاولت أن أتوب لكنني أعود كل مرة. أعلم بأن الذنوب هي سبب المشاكل التي تحصل للعبد وفي الآونة الأخيرة صارت لدي مشاكل اقتصادية فتيقنت أن هده المشاكل سببها الذنوب التي اقترفتها. وأنا الآن أريد أن أتوب إلى الله ولكن نفسي تقول لي إنك لست صادقا في توبتك لأنك تبت لتخرج من هذه المشاكل التي عندك وأنا والله وإن كانت عندي مشاكل فإنني أريد أن أحسن علاقتي مع الله وأشعر أن قلبي يريد الإقبال على الله لكن هذه الاتهامات تأتيني كثيرا حتى أنني لست واثقا بأني تبت من أجل الله ما دامت هذه المشاكل عندي وأتمنى أن لو وافقت توبتي وقتا آخر لا تكون عندي هذه المشاكل لأكون على يقين بأني تبت من أجل الله وليس لأتخلص من هذه المشاكل. فكيف يكون حال توبتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله امتثالا لأمره سبحانه وتعالى حيث يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ. {التَّحريم:8}.
ولتعلم أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده إذا كان صادقا فيها ويقبلها في كل وقت وعلى كل حال ما لم يغرغر.. كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا.. فوق أنفه، ثم قال: لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكته ومعه راحلته وعليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده.
ولا يجوز لك أن تؤخر التوبة بحال من الأحوال، وما تجده في نفسك هو من وساوس الشيطان التي يريد أن يثبطك بها عن التوبة.
قال الأخضري في مقدمته: ولا يحل له أن يؤخر التوبة ولا يقول: حتى يهديني الله ؛ فإنه من علامة الشقاء والخذلان وطمس اليصيرة..
ولذلك فإذا بادرت بالتوبة فإن الله تعالى يفرح بتوبتك ويقبلها منك ويثيبك عليها إن شاء الله تعالى.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 81102، 5450.
والله أعلم.