الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله امتثالا لأمره سبحانه وتعالى حيث يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ. {التَّحريم:8}.
ولتعلم أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده إذا كان صادقا فيها ويقبلها في كل وقت وعلى كل حال ما لم يغرغر.. كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا.. فوق أنفه، ثم قال: لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكته ومعه راحلته وعليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده.
ولا يجوز لك أن تؤخر التوبة بحال من الأحوال، وما تجده في نفسك هو من وساوس الشيطان التي يريد أن يثبطك بها عن التوبة.
قال الأخضري في مقدمته: ولا يحل له أن يؤخر التوبة ولا يقول: حتى يهديني الله ؛ فإنه من علامة الشقاء والخذلان وطمس اليصيرة..
ولذلك فإذا بادرت بالتوبة فإن الله تعالى يفرح بتوبتك ويقبلها منك ويثيبك عليها إن شاء الله تعالى.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 81102، 5450.
والله أعلم.