السؤال
لي شيخ يعينني أنا وأصحابي على طاعة الله ولكن دائماً يطلب منا معرفة شكل عبادتنا والاطلاع على أورادنا وهذا يجعلني كثيراً أشعر بالرياء في العمل لأني أعلم أنه سوف يسألني عنه وعنما قلت له هذا قال لي إن هذا تلبيس من الشيطان فماذا أفعل؟
لي شيخ يعينني أنا وأصحابي على طاعة الله ولكن دائماً يطلب منا معرفة شكل عبادتنا والاطلاع على أورادنا وهذا يجعلني كثيراً أشعر بالرياء في العمل لأني أعلم أنه سوف يسألني عنه وعنما قلت له هذا قال لي إن هذا تلبيس من الشيطان فماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصلُ أن يحرصَ المسلمُ على أن يجعلَ بينه وبين ربه خبيئةً من عمل صالح ، فإن إخفاء العملِ أعونُ على الإخلاص وأبعدُ عن الرياء ، قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً {الأعراف:55 }.
قال الحافظ ابن كثيرٍ عند تفسيره لهذه الآية: وقال عبد الله بن المبارك، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: إنْ كانَ الرجل لقد جمع القرآن، وما يشعر به الناس. وإن كان الرجل لقد فقُه الفقه الكثير وما يشعر به الناس. وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزُّوَّر وما يشعرون به. ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر، فيكون علانية أبدا. ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، وما يُسمع لهم صوت، إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله تعالى يقول: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وذلك أن الله ذكر عبدًا صالحا رَضِي فعله فقال: إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا. انتهى.
فإذا علمت هذا فالذي ينبغي لكَ ولأصحابك أن تجتهدوا في النوافلِ جهدكم، وتحرصوا على إخفائها ما أمكنكم، وما نظن شيخكم إلا يريد الخير، فعليكم أن تبلغوه في أدبٍ تام وحسن عبارة بما ذكرناه لكم، وما نظنه إلا سيرجعُ عن استخباركم عن أعمالكم.
ثم إننا لا نعلمُ أحداً من السلف الذين هم أحرص الناس على الخير كانَ ذلك هديه الدائم مع تلامذته، بل كانت عادتهم النصيحةَ والتذكير وبيان فضائل الأعمال والحث عليها ، ثم يأمرون تلامذتهم مع هذا بإخفاء الأعمال إلا ما شُرع إظهاره، طلباً للإخلاص وحرصاً على تحصيله إلا إن كان في إظهار العمل مصلحة وأمن الرياء، وهم خير أسوة وأفضل قدوة، والذي نحثُ عليه شيخكم الفاضل بارك الله فيه أن يكف عن استخباركم عن أعمالكم ويكتفي بما اكتفى به السلف من النصح والتذكير.
وانظر الفتوى رقم: 45448.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني