السؤال
أنا متزوجة حديثا لكن مشكلتي أني لم أكمل دخلتي ليس في زوجي عيب وليس شخصا غريبا بل يجمعنا الحب ولكن أحس بالخوف عندما أتألم، وقد مر شهرعلى هذا الحال وزوجي اضطر للسفر من أجل العمل ولا يأتي للبيت إلا في عطلة آخر الأسبوع، وقد أحسست بالضجر والاكتئاب والإحساس بأني ضعيفة جنسيا ولا أرضي رغبات زوجي، لجأنا لدكتورة أخبرتنا أني طبيعية وأني الحمد لله فقدت عذريتي مع زوجي لكن عصبيتي هي التي تمنعني من إدخال العضو بكامله، المشكلة أني في هذه الأيام الفضيلة من زمان ارتكبت ذنبا فقد حلت بي فكرة مشاهدة الأفلام الخليعة وخاصة أفلام بنات عذارى يفقدن بكاراتهن لكي تذهب دهشتي وخوفي ورأيت أن الكل يتألم ولا بد من الصبر وعزمت أن أرضي زوجي عند قدومه مهما تألمت، لكن إحساسي بالذنب كبير وأشعر أن الغضب منزل علي من السماء فأخجل من الوقوف بالصلاة وأخجل من قراءة القرآن وأخجل من قلب التوبة والمغفرة لأني أخشى أن يتكرر الخطأ فلا جدوى من توبتي أشعر أن الله لن يغفر لي خاصة أنا في شهر الصيام وما فعلته ذنب كأني أفطرت ذاك اليوم بنظري للحرام فهل أعيد الصيام؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد أخطأت حين ظننت أن مشاهدة ما حرم الله سينفعك فيما قصدت، فإنه لا شك أن المعاصي لا تجلب للعبد إلا الخسران والنكد، وإنما ينفع العبد فيما يعرض له من أمور أن يستعين بالله، ويسأل أهل الاختصاص، ويستشير العقلاء الناصحين، وقد أحسنت حين سألت طبيبة متخصصة وقد أخبرتك أن الأمور طبيعية فلا داعي للقلق إذاً.. ولا شك أن إحساسك بالذنب وخجلك منه لهو دليل خير وعلامة على حياة قلبك، لكن لا بد أن تعلمي أن الله يقبل التوبة ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم مهما كان الذنب عظيماً، طالما توفرت شروط التوبة من الإقلاع عن الذنب والندم والعزم على عدم العود، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، ومن الخطأ أن يكون الخجل من الذنب مانعاً للعبد من فعل الطاعات، بل يجب أن يدفعه هذا الخجل إلى الاجتهاد في الأعمال الصالحة، لا سيما وانكسار القلب لله ادعى لقبول هذه الأعمال وأقرب إلى نيل محبة الله ورضاه.
وأما خوفك من تكرار الخطأ فهو من حيل الشيطان وخداع النفس الأمارة بالسوء، فإن المؤمن لا ييأس أبداً، ولا يصده عن التوبة خوفه من الوقوع في الذنب، فما دام صادقاً في التوبة مستعيناً بالله ومعتصماً به فإن الله سيصرف عنه السوء وييسر له الخير، فعليك بالمبادرة إلى التوبة وإحسان الظن بالله والإكثار من الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، أما عن حكم الصوم فإنه وإن كان هذا الفعل ينقص الأجر، إلا أن مجرد النظر الحرام بدون نزول مني لا يفسد الصيام فلا إعادة عليك.
والله أعلم.