الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد أخطأت حين ظننت أن مشاهدة ما حرم الله سينفعك فيما قصدت، فإنه لا شك أن المعاصي لا تجلب للعبد إلا الخسران والنكد، وإنما ينفع العبد فيما يعرض له من أمور أن يستعين بالله، ويسأل أهل الاختصاص، ويستشير العقلاء الناصحين، وقد أحسنت حين سألت طبيبة متخصصة وقد أخبرتك أن الأمور طبيعية فلا داعي للقلق إذاً.. ولا شك أن إحساسك بالذنب وخجلك منه لهو دليل خير وعلامة على حياة قلبك، لكن لا بد أن تعلمي أن الله يقبل التوبة ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم مهما كان الذنب عظيماً، طالما توفرت شروط التوبة من الإقلاع عن الذنب والندم والعزم على عدم العود، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، ومن الخطأ أن يكون الخجل من الذنب مانعاً للعبد من فعل الطاعات، بل يجب أن يدفعه هذا الخجل إلى الاجتهاد في الأعمال الصالحة، لا سيما وانكسار القلب لله ادعى لقبول هذه الأعمال وأقرب إلى نيل محبة الله ورضاه.
وأما خوفك من تكرار الخطأ فهو من حيل الشيطان وخداع النفس الأمارة بالسوء، فإن المؤمن لا ييأس أبداً، ولا يصده عن التوبة خوفه من الوقوع في الذنب، فما دام صادقاً في التوبة مستعيناً بالله ومعتصماً به فإن الله سيصرف عنه السوء وييسر له الخير، فعليك بالمبادرة إلى التوبة وإحسان الظن بالله والإكثار من الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، أما عن حكم الصوم فإنه وإن كان هذا الفعل ينقص الأجر، إلا أن مجرد النظر الحرام بدون نزول مني لا يفسد الصيام فلا إعادة عليك.
والله أعلم.