الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار الوالدين بالطاعات والشعور بالسعادة عند فعلها

السؤال

الأول: أنا عندما أفعل أي شيء جيد من أجل الله وحده بعيدا ًعن الرياء أو السمعة أحب أن أقوله لأبي وأمي لأنهم يشعرون بالسعادة عندما يجدونني أفعل الأشياء التي يحبها الله ويشعرون أنهم أفلحوا في تربيتي وهذا يجعلهم سعداء لذلك أقوله لهم أريد به سعادتهم فقط، فهل هذا يعتبر صرفا للعمل لوجه الناس بعيدا ً عن وجه الله؟ مع العلم أني والله لا أفعله لهم وإنما لله ولكني دائما ً أخاف أن يضيع العمل بسبب هذا مع أني فقط أردت إسعاد أهلي.
الثاني: أنا أشعر دائما ً بالسعادة عندما أفعل أي طاعة مع العلم الكامل أيضاً أن الله هو الذي لا حول ولا قوة إلا به ولولا هدايته لي ولغيري ما فعل أحد من خير إلا بإذن الله، فهل هذه السعادة تعتبر من التفضل على الله مع أني لا أقصد هذا أبداً وإنما أسعد لأني تقربت إلى الله بأي عمل؟ فهل هناك شيء في هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنرجو أن لا يكون إخبار الوالدين بما ذكر صرفا للعمل لغير وجه الله ما دامت النية في الأصل هي مرضاة الله ولم يقصد السائل طلب ثنائهم وحمدهم، ومع ذلك نحث السائل الكريم على إسرار عمله إذا لم تدع مصلحة شرعية لإعلانه، لأن الإخلاص عزيز وربما انحرفت نيته فيصير همه من العمل إرضاء والديه وطلب محمدتهما لما يرى من سرورهما وينسى أن المقصود إرضاء الله تعالى، ولما جهر ابن حذافة بالقراءة في الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا ابن حذافة لا تسمعني وأسمع ربك عز وجل .. أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وقال الحافظ سنده حسن.

وأما الشعور بالسعادة عند فعل الطاعة فهذا لا حرج فيه إن كانت السعادة لإدراك الطاعة وعدم فوتها وتوفيق الله ولما يرجوه العامل من الأجر قال الله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {يونس:58}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن. رواه الترمذي.

وأما إن كانت السعادة عن عجب بالنفس فهذه طامة، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 75758، والفتوى رقم: 10992.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني