الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعي في إصلاح النفس والتحلل من ظلم العباد

السؤال

لدي مشكلة وهي أنني تعرضت لتربية ظالمة إلى حد ما في طفولتي وأصبحت بعدها سيئة الخلق بكل ما للكلمة من معنى فأنا سريعة الانفعال والغضب ومتسرعة ألقي أحكامي على الآخرين جزافا وأتهمهم بالباطل وكثيراً ما أظلمهم، أجرح مشاعر الآخرين وغير متسامحة، لا أسامح من أخطأ معي بسهولة، أشعر بالكثير من الألم لما أقترفه من أخطاء بالرغم من أن قلبي عامر بالإيمان بالله سبحانه وتعالي وأؤدي الفرائض، أقوم بعمل رائع في بيتي وفي تربية أبنائي وأؤدي حقوق زوجي كاملة من مطعم وملبس واهتمام ولكنني سيئة الخلق معه، سريعة الغضب منه أقاطعه وأتهمه بما ليس فيه من العيوب والأخطاء، أحبه جداً ولكن لا أستطيع التوقف عن أذيته النفسية بسوء أخلاقي، المهم الآن سأبدأ بزيارة طبيب نفسي لحضور جلسات علاج نفسي للتخلص من سرعة الغضب وغيرها من المشاكل النفسية، سؤالي هو أنني غير قادرة على الوصول إلى الناس الذين آذيتهم وأسأت إليهم وغير قادرة على رد الحقوق إليهم لأنني لا أعرف عناوينهم خاصة أنني أعيش الآن في دولة أخرى، فهل لي توبة وماذا علي أن أفعل تماما، الناس يشهدون لي بالصلاح وللحق أتصرف كملاك أحيانا وأحيانا أخرى أشعر أن الشيطان يسكنني ويتحكم بتصرفاتي، الرجاء ساعدوني كيف أتوب إلى الله، وكيف أسترجع قلب زوجي؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيتعين على المسلم أن يحرص على أن يكون حسن الأخلاق والتعامل مع الناس، وأن يحسن المعاشرة الزوجية، وهو إن كان يجوز له أن يقتص ممن ظلمه، ولكن الأولى به أن يصبر ويصفح ويدفع الإساءة بالإحسان.

ويحرم إيذاء الناس والإساءة إليهم بغير حق، وتجب التوبة مما حصل من ذلك سابقاً، وباب التوبة مفتوح لكل المذنبين قبل وصول الروح الحلقوم فبادري بذلك قبل فوات الأوان، ففي حديث الترمذي: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.

واعلمي أنه لا بد للتوبة من حقوق العباد أن يتحللهم التائب إن أمكن الاتصال بهم، فإن لم يمكن الاتصال بهم فليكثر من الأعمال الصالحة والاستغفار لمن أخطأ في حقهم، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الاستغفار للمظلوم والدعاء له يكفي في إعطائه حقه، ولكن الأدلة الصحيحة صريحة في أن من لم يتحلل من المظالم يؤخذ من حسناته في الآخرة ويقضى منها للمظلوم.

وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية للمزيد في الموضوع وفي كسب قلب الزوج: 55527، 81065، 23239، 66515، 106791، 94285، 104951، 65741، 76411.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني