الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر المعاصي على عبادة العبد لربه

السؤال

أنا يا شيخي فتاة ملتزمة والحمد لله أحفظ من القرآن 15 جزءاً ولكني في الفترة الأخيرة أصبح الشيطان يوسوس لي كي يضلني حتى سولت لي نفسي أن أتفرج على صور دنيئة على الإنترنت ولكني ندمت بعد ذلك واستغفرت ربي ثم عاود يراودني حتى أصل إلى أشياء تؤدي إلى الكفر وأحيانا أرجع إلى صوابي كأن شيئا لم يكن، كما أصبحت قابليتي لحفظ القرآن ليست كالسابق ففي السابق كنت أستمتع وأتلذذ بحفظه أما الآن فأنا أحفظه كتأدية واجب، وأنا أيضا أحب أن يقول الناس عني أنني أحفظ القرآن مع أنني في البداية كنت لا أحب، مع العلم بأن عندي في البيت مشاكل أسرية فأبي وأمي دائما في خصام مستمر وكأنهما عدوان لدودانفماذا أفعل يا شيخي وكيف ترجع نفسي طاهرة مؤمنة، أرشدني يا شيخي جزاك الله خيراً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية ينبغي أن تعلمي أنك ما دمت تشعرين بأن لديك شيء من التفريط والتقصير فهذه علامة خير فيك، وتسلط الشيطان عليك دليل على أنه قد غاظه ما أنت عليه من الخير فأراد أن يكيد لك، وكيده ضعيف كما أخبر عنه الرب سبحانه في كتابه، فعليك بالاستعاذة بالله منه، وإن كان يلقي في قلبك شيئا من الوساوس، ولو كانت كفرية فإنها لا تضرك، ما دمت كارهة لها، ولكن عليك بعدم الاسترسال فيها، وراجعي الفتوى رقم: 7007، والفتوى رقم: 61730.

وأما حبك ثناء الناس عليك في حفظك القرآن فإنه ينافي الإخلاص، ولكن إن كان ذلك مجرد خواطر تقومين بمدافعتها فإنها لا تؤثر على الإخلاص، وانظري الفتوى رقم: 10992، والفتوى رقم: 10396.

ونوصيك بالحرص على تحصيل أسباب الاستقامة والثبات على الحق، وقد ذكرنا جملة منها في الفتوى رقم: 101679، والفتوى رقم: 12928.

وأما بالنسبة للخلافات بين والديك فنوصيك بكثرة الدعاء لهما أن يصلح الله بينهما ونوصيك ببرهما، فإن مثل هذا البر قد يعينك في أي مساع تقومين بها للإصلاح بينهما، وينبغي أن تحرصي على أن لا يكون مثل هذا الخصام مؤثراً عليك في القيام بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، فإن حصول المشاكل في الحياة الزوجية أمر وارد، وعلى الزوجين تحري الحكمة في حلها وعدم إطلاع الأولاد عليها قدر الإمكان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني