الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ينبغي أن تعلمي أنك ما دمت تشعرين بأن لديك شيء من التفريط والتقصير فهذه علامة خير فيك، وتسلط الشيطان عليك دليل على أنه قد غاظه ما أنت عليه من الخير فأراد أن يكيد لك، وكيده ضعيف كما أخبر عنه الرب سبحانه في كتابه، فعليك بالاستعاذة بالله منه، وإن كان يلقي في قلبك شيئا من الوساوس، ولو كانت كفرية فإنها لا تضرك، ما دمت كارهة لها، ولكن عليك بعدم الاسترسال فيها، وراجعي الفتوى رقم: 7007، والفتوى رقم: 61730.
وأما حبك ثناء الناس عليك في حفظك القرآن فإنه ينافي الإخلاص، ولكن إن كان ذلك مجرد خواطر تقومين بمدافعتها فإنها لا تؤثر على الإخلاص، وانظري الفتوى رقم: 10992، والفتوى رقم: 10396.
ونوصيك بالحرص على تحصيل أسباب الاستقامة والثبات على الحق، وقد ذكرنا جملة منها في الفتوى رقم: 101679، والفتوى رقم: 12928.
وأما بالنسبة للخلافات بين والديك فنوصيك بكثرة الدعاء لهما أن يصلح الله بينهما ونوصيك ببرهما، فإن مثل هذا البر قد يعينك في أي مساع تقومين بها للإصلاح بينهما، وينبغي أن تحرصي على أن لا يكون مثل هذا الخصام مؤثراً عليك في القيام بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، فإن حصول المشاكل في الحياة الزوجية أمر وارد، وعلى الزوجين تحري الحكمة في حلها وعدم إطلاع الأولاد عليها قدر الإمكان.
والله أعلم.