الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مات أخوه المعاق ويشعر بتقصير تجاهه

السؤال

شيخي الفاضل لي أخ مريض (معاق) تصيبه نوبات تشنج وصرع 3 مرات أسبوعيا وأحيانا أكثر وهو بصعوبة بالغة عندما يحرك يديه أو يمشي أو يتكلم واستيعابه العقلي ضعيف جدا ووالدي ووالدتي توفاهما الله منذ وقت طويل وأنا اعتبرت نفسي مسئولا عنه مع العلم أن لي إخوة آخرين فقد كنت بحمد الله أعطيه دواءه وطعامه وألبسه وأنظفه وهويسكن بشقة بجواري وكنت مطمئنا عليه فيها فعندما يستيقظ يأكل الطعام وأنظفه وألبسه ملابس نظيفة وأعطيه الدواء وأفتح له التلفاز وفي أثناء النهار أحيانا أحضره إلى شقتي أو أولادي أو أولاد إخوتي يكونون عنده وأحيانا يبقى لوحده وفي الليل أطمئن عليه وأعطيه الطعام والدواء وعندما يكون موسخا أنظفه ثم أنومه وأغطيه وقد توفي أخي منذ أسبوعين ومنذ أن توفي رحمه الله وأنا تعبان كثيرا وذهني كله في التفكير بشيء واحد هو أنني أخاف من أنني كنت مقصرا معه من حيث إنني لم أكن أخرجه من المنزل أو أجلس معه أوقات معقولة حتى يفضفض لي بالتهتهة أو حتى بالإشارة فقد كان أخي رحمه الله مسكينا بكل معنى الكلمة فهولا يستطيع أن يعبر عن احتياجاته أولا يطلب شيئا مطلقا فأنا أخاف أن يسألني الله عز وجل بأنني كنت مقصرا معه.
شيخي الفاضل لقد كنت لا أخرجه من المنزل لأنه رحمه الله كان لا يستطيع أن يمسك نفسه وكذلك لم يكن يخطر على بالي إخراجه من المنزل ولم يخطر على بالي كذلك أن أحادثه وأن أجلس معه شيخي الفاضل أنا تعبان جدا من تقصيري معه في بعض الأمور وأرجو منكم إفادتي أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك فيما ذكرت إذ ليس بواجب عليك شرعا أن تخرجه للنزهة ونحوها، سيما وأنك قد تركت ذلك بعذر وهو عدم قدرته على ضبط نفسه، وكون ذلك لم يخطر لك ببال حتى تفعله فلا إثم عليك، ونرجو أن يثيبك المولى سبحانه على ما بذلت له وما قمت به تجاهه من الأعمال الحسنة، فدع عنك التحسر والحزن، وإياك وترداد لو أني كنت فعلت أو فعلت، فإنها تفتح عمل الشيطان. فاستغفر الله لأخيك وأقبل على الطاعات والبعد عن المعاصي والسيئات، واسأله سبحانه أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني