الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكف عن المعصية من شروط التوبة

السؤال

أرجوكم أن تجيبوني فإنني حائرة في أمري... أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، قبل فترة فعلت ما يسمى عندنا في المغرب بالزواج الأبيض قصد الذهاب إلى أسبانيا وبعدها أتطلق، المشكلة هي أنني كنت أعلم أن الزواج الأبيض حرام ولكن فكرة الهجرة إلى الخارج استحوذت على أفكاري، ولكن سبحان الله بعد فعلي هذا الزواج الأبيض أحسست بندم كبير آلام وحسرات، سيدي بقي الآن 5 أشهر تقريبا لأحصل على الفيزا، مع العلم بأن لي أختا هناك تشتغل ممرضة، سيدي أنا أخشى إذا ذهبت هناك ألا أحافظ على حجابي خاصة وأن أختي أخبرتني أنني عندما أذهب إلى هناك لن أستطيع العمل بالحجاب لأنه مرفوض تماما وخاصة في ميادين العمل، سيدي والله إنني نادمة وأريد من الله التوبة ولا أريد التفريط في ديني، لكن ماذا يفيد ندمي هذا، أرجوكم أفتوني في أمري هذا وادع لي بالمغفرة والرحمة والهدى.. إنني أنتظر جوابكم بفارغ الصبر؟ جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

ندمك وحسرتك دليل على شعورك بالخطأ وذلك باعث على التوبة، لكن من شروط التوبة الصادقة الإقلاع عن المعصية، ولا زال ذلك بإمكانك، ويتحقق بترك ذلك الفعل المحرم وعدم السفر إلى تلك البلاد التي لا تستطيعين فيها ممارسة شعائر دينك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تجدينه من الحسرة والندم هو علامة على شعورك بالخطأ وذلك باعث على التوبة، لكن من شروطها الإقلاع والكف عن المعصية ولا زال ذلك في الإمكان، فعليك أن تكفي عن هذا الفعل وتدعي السفر إلى تلك البلاد التي لا تستطيعين فيها ممارسة شعائر دينك والالتزام بحجابك وعفافك.

فتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحاً بالإقلاع عن تلك المعصية والندم عليها والعزيمة على عدم الرجوع إليها، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وهو الرزاق ذو القوة المتين، ومن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب، فكلي أمر الرزق إليه ولن يضيعك سبحانه، وإذا كنت بحاجه إلى السعي والعمل فابحثي عن عمل في بلدك، وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2007، 3859، 38645.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني