الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التضجر من القريبة المصابة بالخرف هل ينافي الصبر

السؤال

لى جدة من الأب وصلت إلى أرذل العمر وبصحة جيدة وقوية ولكن نسيت كل شىء حتى اسمها، وتخلى عنها جميع أبنائها وأحفادها وهي الآن تسكن مع أبي ذي الأبناء الكثيرين، المشكلة أن جدتي تفعل أشياء لا يصدقها عقل ولا يتقبلها أي إنسان. مثلا هي تتبول وتتبرز في أي مكان بالبيت، ولاتريد دخول الحمام لأنها لا تدري هي ما تفعله وتقوم بمسح هذه القاذورات بيدها وملابسها، مما يدفع أمي وإخوتي إلى الغضب عليها مما يلاقوه من تعب نظافتها ونظافة المكان، مما يرهقهم كثيرا، وأنا أحثهم على أن هذا اختبار من الله لنا ولأبنائها الذين تخلوا عنها في هذه السن. فهل غضب أمي وإخوتي وثورتهم عليها مما تفعله يلغي الأجر المنتظر من الله أو يخفضه؟ للعلم أمي وإخوتي ملتزمون، ويقرؤون القرآن، ومحافظون على صلواتهم.
أريد منكم كلمة لأمي وإخوتي تصبرهم على ماهم فيه من مشقة، والتي لا يشعر بها أحد من باقي ابنائها وأولادهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن إظهار التشكي والتسخط ينافي كمال الصبر. ولذا فإن تلك الأمور قد تنقص الأجر لكنها لا تحبطه، قال تعالى: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ. { سورة الزلزلة8،7 }.

وتلك المسكينة لا تملك أمر نفسها لخرفها وفقدها لوعيها فهي لا تقصد فعل ذلك ولا الإساءة إليهم به، فغضبهم لا يغير من الواقع شيئا، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الغضب، وانظر الفتوى رقم: 8038، فينبغي أن يعوا ذلك ويحرصوا على كسب الأجر بمعاملة تلك المسنة بلطف، وعلى إخوتك إن كانت جدتهم أن يبروها ولا يضجروا من أفعالها ولا يرفعوا أصواتهم عليها لما بيناه في الفتوى رقم: 9213، والفتوى رقم: 62781.

ولمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 100029.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني