الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من فتاة ليست جميلة وكبيرة السن

السؤال

السلام عليكم.
أولاً أشكركم على المجهود الذي من أجل السائلين.
أنا شاب عمري 34، كنت متزوجاً وطلقت زوجتي، وعندما أتقدم لفتاة سنها 20 أو 21 سنة يقولون: إنك كبير السن عنها، والآن تقدمت لفتاة تعمل مهندسة، عمرها 30 سنة، متوسطة الجمال، لكنها من عائلة محترمة وغنية، وأصلي الاستخارة فيها، فتارة أجد نفسي مرتاحا، وتارة أجد نفسي غير مرتاح، أحياناً أعترض على سنها، وأخرى على جمالها، حيث أتمنى الزواج بفتاة جميلة، ولا يوجد عيب في هذه الفتاة سوى سنها وجمالها، على الرغم من أنها مهندسة ومن عائلة غنية جداً، وأهلها موافقون على هذه الزيجة، لكني متردد، والسؤال هل سنها فيه مشكلة؟ وأخاف بعد الزواج ألا أكون راضيا عنها، أرجو النصيحة، وماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ O.m.s حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا عبرة بسن الفتاة المذكورة، إذا كان دينها متيناً، وأسرتها محترمة، ولا أظن أن رجلاً قد سبق له الزواج وهو في سنك، يجد أنسب من هذا العمر المذكور؛ لأن الفتيات الصغار سوف يتخوفن من سنك، ومن تجربتك السابقة، فلا تتردد في القبول بهذه المهندسة إذا كانت صاحبة أخلاق ودين، ولا داعي للتردد، فإن الإنسان لن يجد امرأة بلا عيوب إلا في الجنة، ولا يخفى عليك أننا معشر الرجال أيضاً لا نخلو من العيوب.

وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديحة وهي أكبر منه، وتزوج عمر رضي الله عن من أم كلثوم بنت علي رضي عنهما، وكان الفرق بينهما نحواً من خمسين سنة، وأرجو أن تعلم أن بيوتنا تمتلئ سعادة بطاعتنا لله، وبحرصنا على ذكره، ومداومتنا على شكره.

وإذا صلى الإنسان الاستخارة، وشاور أهل الخبرة والدراية، فقد أدى ما عليه، ولن يندم من يستخير ويستشير، ولا شك أن مشاعر الود والقبول تزداد بعد الدخول، فإذا كان الانطباع الأول عنها ممتازا، فلا عبرة بما يحدث من ترددات بعد ذلك، وأرجو أن تضع الإيجابيات في كفة، وكذلك ما تراه من السلبيات، ثم تتأمل في الأمر .

ونحن ننصحك بتقوى الله وطاعته، والحرص على رضاه، واجتهد في بر والديك والإحسان لهما، وكن وصولاً للرحم، وعمر قلبك بالإيمان، ولسانك بذكر الرحمن، وطهر دارك بتلاوة القرآن. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً