السؤال
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الجميل.
أنا مقدم على خطبة فتاة ذات خلق ودين، لكنها اعترفت لي بأنها عنيدة، وأن غضبها شديد؛ لأنها لا تنفس عن نفسها بشكل صحيح، فهل هذه الفتاة تصلح كزوجة وأم في المستقبل؟
شكرًا لكم.
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الجميل.
أنا مقدم على خطبة فتاة ذات خلق ودين، لكنها اعترفت لي بأنها عنيدة، وأن غضبها شديد؛ لأنها لا تنفس عن نفسها بشكل صحيح، فهل هذه الفتاة تصلح كزوجة وأم في المستقبل؟
شكرًا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يضع في طريقك مَن تُسعدك وتُسعدها، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا شك أن العناد صفة مرفوضة، ولكن دائمًا الإنصاف يقتضي أن نضع ما عند الإنسان من إيجابيات إلى جوار السلبيات؛ لأننا لا يمكن أن نجد فتاةً بلا نقائص، ولا يمكن أن تفوز الفتاة بشابٍّ بلا عيوب، فنحن بشر، والنقص يُطاردُنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته الكثيرة في بحور حسناته الكثيرة، وتوجيه النبي (ﷺ) للأمّة بقوله: (لا يَفْرك مؤمنٌ مؤنة) يعني لا يُبغض مؤمنٌ مؤمنة، (إن كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر).
وعليه لابد من النظر للموضوع بطريقة شاملة، فحاول أن تضع الإيجابيات الموجودة فيها في ورقة، ثم ضع إلى جوارها السلبيات، وعندها تتذكّر قول النبي (ﷺ) الميزان الذي أشرنا إليه: (إنْ كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر).
ومن المهم جدًّا دائمًا أن نحاول أن نُصحِّح أخلاقنا المعوجَّة، وكل السلوكيات قابلة للتصحيح، وكما قيل: (إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهْ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهْ).
لذلك لا يصلح من الإنسان أن يقول: (عندي العادة الفلانية ولا أستطيع تركها) لا، بل هو يستطيع تركها، والدليل هو أنه تركَ طعامه الحلال، وشرابه الحلال، وشهوته الحلال لله تبارك وتعالى، فالصيام والعبادات تُربّي فينا قوّة الإرادة، والمؤمن والمؤمنة لا بد أن يترقّيا في أخلاقهما، ويُحسّنا أخلاقهما؛ لأن الرسول (ﷺ) أرسل بمكارم الأخلاق، والقرآن إنما نزل لنزكّي أنفسنا، {قد أفلح من زكّاها}.
فأرجو أن تنظر للموضوع نظرةً شاملةً، وأنت صاحب القرار، وطبعًا إذا كانت هذه سلبية فلا شك أن هناك إيجابيات ستُغطي عليها، ونسأل الله أن يُعينكم على النجاح، والسعادة في حياتكم.
والإنسان إذا احتار فإن يستشير، وأيضًا يستخير، ولأهمية الاستخارة فقد كان النبي (ﷺ) يُعلِّمها لأصحابه كما يُعلّمهم السورة من القرآن.
نسأل الله أن يُقدّر لك ولها الخير، ثم يُرضيكم به.