الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدة أعراض نفسية وجسدية بعد حادثة الاعتداء، فكيف يتم علاجها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 20 عاما، تعرضت لحادث اختطاف واعتداء جنسي لم يكتمل في عمر 10 سنوات، أصبحت أعاني من خوف شديد من عدة أشياء كالظلام، والشوارع الفارغة، والذهاب في مشوار مع العائلة أشعر بأنه سيتم الاعتداء علينا وقتلنا، وأشياء كثيرة أخرى، ولكن بعد سنوات من المعاناة استطعت التغلب على معظم مخاوفي.

مشكلتي الحالية المستمرة أنني دائما ما أكون قلقا جداً بشكل مبالغ فيه، حتى لو لم يكن هناك ما يستدعي القلق، ومتوتر جدا بمجرد استيقاظي من النوم، أشعر بالقلق والتوتر الشديد، وكأن هناك ثقلا على قلبي، وحزنا يملأ قلبي بالرغم أن ليس هناك ما يقلقني أو يحزنني أو يخوفني، وأشعر بالاكتئاب وأحيانا بشكل بسيط، وتأتيني أفكار انتحارية للتخلص من معاناتي.

أعاني من التفكير الدائم مستمر طوال اليوم، وأعاني من أفكار وسواسية ولكن لا تتحكم فيّ بدرجة كبيرة، الأعراض الجسدية التي تظهر هي قولون عصبي، ومشاكل في الجهاز الهضمي منذ عدة سنوات، ودوخة وصداع دائم بشكل متكرر نادرا ما تختفي، وأحيانا برودة في القدمين أو في الجسد كله، وضيق في التنفس، وكتمة صدر، وأحيانا فقدانا في الشهية، وخمول وكسل، وإرهاق شديد بدون مجهود، مع العلم أن جميع هذه الأعراض تختفي في حالة اختفاء القلق والتوتر أو الشعور بالسعادة ولكن لا تدوم طويلا.

قرأت في موقعكم أن دواء (الدوجماتيل) مفيد لحالتي، وبعد معاناة مع التغلب على وسواسي للخوف من الأمراض والأدوية بدأت في تناوله بجرعة 100 منذ شهرين وأسبوع تقريبا، وقد كان مفيدا في التخلص من بعض المشكلة ولكن ليس كلها، ما نصيحتكم لحالتي؟ وما رأيكم في دواء سيبرالكس؟ وأيضا أشكو من أرق ومشاكل في النوم.

وأعاني من اضطراب القلق والتوتر النفسي ويظهر على هيئة صداع مزمن ودوخة خفيفة، ومشاكل شديدة في النوم، وأرق شديد، وكثرة التفكير، ووسواس قهري.

كما أشعر أنني أعاني من اكتئاب أو حالة حزن شديدة، وفقدان شغف تجاه كافة الأمور ولا أريد سوى البقاء في غرفتي وعدم الخروج منها نهائيا أيا كان السبب، وأشعر بصعوبة شديدة في الخروج منها لممارسة الأنشطة اليومية.

أود الذهاب لطبيب نفسي ولكن لا أستطيع طلب ذلك من أهلي؛ لأنهم لا يعرفون شيئا عن أي مما سبق وذكرته، ونحن نعيش في الأرياف والناس بسيطة ليس لديهم ثقافة الطبيب النفسي، ولكن هناك طبيب تخصصه أمراض باطنة وقلب كنت أتابع معه لأنني مريض قولون عصبي وأنا أرتاح لهذا الطبيب جدا وهو طبيب متميز، فهل يمكنني الذهاب إليه ومناقشة هذه الأمور معه، أم أحتاج إلى الذهاب لطبيب نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الأفضل أن تذهب إلى طبيب نفسي، لأن هناك عدة مشاكل تُعاني منها تتطلب مقابلة طبيب نفسي، وعلى رأسها مشكلة التحرُّش أو الاعتداء الجنسي الذي حصل لك في سِنِّ العاشرة. هذا الآن له علاجات وبروتوكولات متخصصة لعلاج الذين تعرَّضوا لاعتداء جنسي وهم أطفال، وقد يكون هذا سبب من أسباب ما تعاني منه الآن – أخي الكريم – من أعراض قلق وتوتر واكتئاب، وبمجرد العلاج النفسي لما عانيته قد يُذهب الأعراض التي تعاني منها الآن.

وحتى يتحقق ذلك فلا بأس من زيارة الطبيب الاختصاصي العام، إذا كنت ترتاح له، حتى يتيسّر لك مقابلة طبيب نفسي، ويمكنك استعمال بعض الأدوية الآن التي تُساعد في علاج القلق والتوتر والاكتئاب، ولعل دواء الـ (سبرالكس) أفضلها، وهو طبعًا لا يُساعد في النوم، ولكن يُساعد في علاج القلق والاكتئاب الذي تعاني منه، ويمكن أن تأخذ السيبرالكس حبة بعد الإفطار، عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويمكنك استعمال (إميتربتالين) خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، مع السبرالكس، لمساعدتك في النوم، وعليك بالانتظام في هذا العلاج لعدة أشهر، قد تصل إلى ستة أشهر.

وفي ذات الوقت تواصل مع طبيب نفسي لترتيب علاج ما مرَّ بك وأنت صغير، لأن هذه هي المشكلة الرئيسية، وأثبتت الدراسات أن الذين يتعرَّضون إلى اعتداءات أو تحرش جنسي وهم أطفال أكثر عُرضة لأن يُصيبهم اكتئاب نفسي لاحقًا، وهذا ما حصل معك أخي الكريم.

فإذًا تحتاج معالجة المشكلة من أساسها، وهو علاج نفسي – كما ذكرتُ – ببروتوكولات محددة، وتواصل في علاج أعراض الاكتئاب والقلق التي أثرت على حياتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً