الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش مع القلق والخوف والوساوس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور محمد عبد العليم، يعلم الله أن قراءة كلامك تصيبني براحة نفسية.

مشكلتي أني منذ حوالي 4 شهور -يا دكتور- أصبت بآلام في المعدة، وظهر أني مصابة بالجرثومة، وتناولت الجرعة وشفيت منها، ولكن في وسط هذه المعمعة، ونظرا لخوفي الشديد من المرض تعرضت لضغط عصبي شديد، وبعدها أصبت بآلام متنقلة في الجسم كله، وذهبت لأكثر من طبيب إلى أن شخصت بالفيبروماليغيا.

المشكلة الآن أن كل الأبحاث التي قرأتها تقول إنه مرض مزمن بلا علاج، ويصيب الإنسان بالإرهاق والضبابية في التفكير أحيانًا، وعلى المصاب به أن يحيا مع الألم، وأنا مهنتي إبداعية في المقام الأول، وأخشى أن أتأثر، بالإضافة إلى أني بطبعي قلقة وأعاني من الوسواس القهري منذ زمن، والوسواس الآن يتركز في الصحة والخوف من المرض، كتب لي أحد الأطباء تريتكو، ولكنه أصابني بالاكتئاب الشديد، فذهبت لدكتور آخر شخصني بالفيبروماليغيا، وكتب لى سيمباتكس وفيتامينات.

علمًا بأن مستوى فيتامين دي كان لدي منذ 6 شهور يبلغ 6.5 وقيل لي أنها نسبة منخفضة، بفضل الله تعالى أنا إنسانة ناجحة في حياتي، ولكن هذا المرض أتى ليهدم سعادتي تماما، أعيش مع القلق والخوف، فبم تنصحني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا على ثقتك في هذا الموقع، وفي شخصي الضعيف، وكلامك قطعًا فيه الكثير من التحفيز لنا، فمرة أخرى: جزاك الله خيرًا، ومَن قال لأخيه جزاك الله خيرًا، فقد أجزل في الثناء.

أيتها الفاضلة الكريمة: حتى وإن كان تشخيصك هو الـ (فيبروماليغيا) يجب ألَّا يكون ذلك حقيقة شاغل كبير لك؛ لأن هذا التشخيص أولاً تشخيص واهٍ جدًّا، أو كما يقولون: هي شمَّاعة يُعلِّقون فيها ما لا نجد له مكانًا نضعه فيه، لا أقول أنها غير موجودة، لكن لا أعتقد أن هذه العلة موجودة بهذا الكم والكيف الذي يتحدث عنه بعض الناس، وأنا أرى أن أعراضك نفسوجسدية، وربما يكون القلق والوسوسة - كما تفضلتِ - هي المهيمنة على طريقة تفكيرك، ممَّا جعل جسدك يستجيب بشيء من الشعور بالإجهاد وكذلك النفس.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا سوف أفترض أن لديك شيئا من هذه الـ (فيبروماليغيا) وأفترض أنها علة مزمنة - كما يقولون - لكن الذي نعرفه أن علاجها يتمثّل في تغيير نمط الحياة، والرياضة وممارستها وجدتْ أنها من أفضل أنواع العلاجات لهذه الحالة، أضف إلى ذلك أن الرياضة تُفيد في تقوية النفوس والأجسام، وحتى مستوى التفكير تُحسِّنه، ودرجة اليقظة، ودرجة الاندفاعية، ودرجة الانشراح عند الإنسان، ورفع الكفاءة النفسية والفكرية... فإذًا اجعلي الرياضة أحد سُبل حياتك.

والإنسان حين يكون منهكًا نفسيًا وجسديًا قد تكون دافعيته ضعيفة نحو ممارسة الرياضة، لكن الشيء المؤكد أن الإنسان إذا بدأ تدريجيًا، هذا محفِّز كبير له، وقطعًا سوف يأخذ بالرياضة ويجدها أمرًا جيدًا وإيجابيًا ومُشبعًا له من الناحية النفسية وكذلك الفكرية والمعرفية، فاجعلي الرياضة طريقًا لك، وكوني إيجابية في تفكيرك، ونظّمي وقتك، واعتمدي على النوم الليلي.

وأنا أبشرك أن عقار (سيمبالتا) هو الأفضل لتحسين المزاج، وعلاج الوسوسة والتوترات، وهو قطعًا للآلام الجسدية المختلفة يعتبر هو الأحسن، في بعض الأحيان يجب أن تصل الجرعة إلى مائة وعشرين مليجرامًا في اليوم، سوف أترك موضوع الجرعة لك ولطبيبك، إذا بدأ بثلاثين مليجرامًا ليلاً سوف تُرفع الجرعة تدريجيًا، الكثير من الناس يستفيدون من جرعة ستين مليجرامًا، وأنا منهجي في مثل هذه الحالة أرفعُ الجرعة حتى أصل إلى مائة وعشرين مليجرامًا لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك أجعل الستين مليجرامًا هي الجرعة الاستمرارية أو الجرعة الوقائية.

فيتامين (د) أرجو تعويضه؛ لأن الشيء المؤكد أن نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى كثير من الشعور بالإحباط، وكذلك الإجهاد النفسي والجسدي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً