السؤال
والدي لا يكلم أقاربي، مع العلم أنه يتعامل مع الأغراب والجيران بشكل طبيعي، وأنا أعيش في غم ولا أطيق والدي، فما الحكم وماذا علي أن أفعل؟
والدي لا يكلم أقاربي، مع العلم أنه يتعامل مع الأغراب والجيران بشكل طبيعي، وأنا أعيش في غم ولا أطيق والدي، فما الحكم وماذا علي أن أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدنا اهتمامك بعلاقات والدك بالأرحام، وندعوك إلى إعطائه حقه في التقدير والاحترام، مع ضرورة البحث عن أسباب تلك القطيعة، فإن معرفة السبب تساعدنا في إصلاح الخلل والعطب.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الشيطان يسعى جهده في إفساد علاقة الإنسان بأرحامه، فيحرمه بذلك من أبواب الخير والرحمة، بل يعرضه بذلك لسخط الله؛ لأن قطيعة الرحم كبيرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنها: (لا يدخل الجنة قاطع) قال سفيان: (يعني قاطع رحم).
ولست أدري هل هناك مبادرات للإصلاح؟ وهل حاورتم الوالد؟ وهل هو من أهل الدين والصلاح؟ وهل لتلك المخاصمات والقطيعة أسباب واضحة؟ وهل هي مشاكل تاريخية ماضية أم لا تزال موجودة؟ وهل يسمح لكم بالتواصل مع الأرحام؟ وما هو رأي العقلاء من أرحامك؟ وهل حاولتم إدخال إمام المسجد أو أحد الدعاة في المشكلة؟ وأرجو أن تعلم أن قصدي من هذه الأسئلة الكثيرة هو النظر إلى المشكلة في إطار شامل؛ لأن هذا مهم جداً في تصحيح الأوضاع.
ونحن ندعوك إلى بر الوالد والإحسان إليه وتذكيره بفضائله، ومحاولة التنفيس عن غضبه، فإن الإنسان يتنازل ويتغير إذا وجد من يقدر معاناته ويعترف له بالفضل، كما أرجو أن يكون لك سعي آخر مع الفضلاء والفاضلات من محارمك وأرحامك فإن لهم دور كبير، وعليك أن تنقل ما تسمعه منهم من الخير إليه ومنه إليهم كذلك، وهذا هو دور المصلح الناجح الذي يقول خيراً ويتمنى خيراً، وأنت بكتابتك لهذه الاستشارة مهيأ للقيام بهذا الدور، ونحن في الحقيقة سعداء بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يبارك فيك وبشرى لأمتنا بك وبأمثالك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم بأن قلب الوالد وقلوب الأهل بين أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، مع ضرورة سحب عبارة (لا أطيق والدي) ونذكرك أنك مأمور بالإحسان إليه وبره مهما حصل مع الأهل، ولا تطع أحداً إذا أمرك بأمر يغضب الله.
ونسأل الله الهداية للجميع.