الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التبول اللاإرادي عند الأطفال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طفلتي تبلغ من العمر عامين وشهرين، وقد بدأت زوجتي بتعليمها قضاء الحاجة في الحمام بدلاً من الحفاظات منذ أن كان عمرها سنة وعشرة أشهر، وقد استجابت طفلتي في البداية وأتقنت الأمر بعد تعليمها لمدة أسبوعين، ولكنها بدأت بالتراجع فأصبحت الآن تتقن قضاء الحاجة عند البراز فقط، وأما البول فإنها تطلب الذهاب أحياناً وفي باقي الأحيان تتبول على نفسها، وقد حاولنا معها بشتى الطرق دون فائدة، فماذا نفعل؟!
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطفل يستطيع أن يتحكم في مخارجه عند عمر الأربع سنوات، ونحن لا نخشى أو نقلق كثيراً قبل هذا العمر، وهناك تفاوت بين الأطفال، فهناك عوامل وراثية وعوامل بيئية هي التي تتحكم في العمر الذي يستطيع الطفل أن يتحكم في مخارجه عندما يبلغه.

ونحن لا نخاف أبداً على الأطفال في عمر طفلتك – حفظها الله – فهذا أمر طبيعي، فأنتم بدأتم في السن المعقولة - وهي سنتان وشهران - بتدريبها على قضاء الحاجة في الحمام، وهذا أمر جيد، فربما حدث بعد ذلك نوع من التراخي واعتقدتم أن الطفلة أصبحت متدربة تدريباً كاملاً على قضاء حاجتها وحدها، ومن ثم أصبحت تتبول على نفسها في بعض الأحيان.

فأرجو أن تؤخذ الطفلة إلى الحمام على رأس أوقات معينة، مثلاً كل خمس أو ست ساعات، حتى وإن لم تكن لها حاجة لقضاء الحاجة، فهذا سوف يجعلها ترتبط ارتباطاً قوياً بأهمية قضاء الحاجة في الحمام، وفي نفس الوقت سوف يحدث نوع من التعود بالنسبة للمثانة؛ لأن المثانة بالرغم من أن التحكم فيها يعتبر لاإرادياً لدرجة كبيرة ولكن هناك أيضاً آليات للتحكم في المثانة.

فاذهبوا بالطفلة إلى الحمام بعد أوقات معينة، ويكون هناك نوع من الجدولة لذلك، ولابد أن تشجع الطفلة حين تقضي حاجتها في الحمام، فينبغي أن تُقبل وأن تحتضن وأن تسمع الكلمة الطيبة وهكذا.

وهناك طريقة النجوم، وهي من الطرق السلوكية الجيدة، ولكن تكون أكثر فعالية حين يبلغ الطفل الرابعة من عمره، وفي هذه الطريقة حين يقوم الطفل بأي عمل جيد وإيجابي يكافأ بأن يعطى نجمتان أو ثلاث، وحين يقوم بأي عمل سلبي واضح تخصم منه نجمة أو نجمتان، وبعد ذلك يعرف الطفل أسلوب المكافأة، وعلى حسب النجوم التي اكتسبها يكافأ في نهاية الأسبوع، فهذه أيضاً من الطرق الجيدة، ولكني أعتقد أن التشجيع بالنسبة للطفلة في هذا الوقت سوف يكون كافياً.

وهناك بعض الحالات - خاصة عند البنات - يكون هناك التهاب بسيط في المثانة البولية لدى الأطفال، وهذا يجعل الطفل لا يتحكم في البول، أو يجعل الطفل يحصل له نوع من الرجوع، فأرجو ملاحظة إذا كان هناك تغير شديد في لون البول أو كانت هناك رائحة ليست كالرائحة المعتادة فهذا ربما يدل على وجود التهابات فيجب أن يُفحص البول عند الطبيب ومن ثم يمكن أن تُعطى الطفلة العلاج المناسب إذا كان هناك أي التهاب، وهذا الأمر يجب أن لا يزعجكم أبداً، ولكنه يحدث لدى قلة قليلة من البنات ورأيت ضرورة التنبيه إليه.

وعليكم أن تجعلوا الطفلة تلعب مع بقية الأطفال؛ لأن ذلك سوف يكسبها مهارات ويبني شخصيتها بصورة أفضل، كما أرجو أيضاً أن يستفاد من الألعاب التعليمية، فهناك بعض الألعاب التعليمية، فإذا كان هناك إمكانية للحصول على أي ألعاب بسيطة تكون ذات صفة تعليمية فهذا يوسع من آفاق الطفل ويجعله متحفزاً نحو ما هو إيجابي ويستجيب بصورة أفضل للتشجيع.

نسأل الله تعالى أن يحفظ ابنتكم وأن يبارك لكم فيها.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً