السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أطرح سؤالي المتعلق بطفلي ذي الثمان سنوات، هو طفلي الثاني (أخته عمرها تسع سنوات ونصف، وأخوه عمره ثلاث سنوات ونصف)، حيث إنه ما زال يعاني من التبول الليلي اللاإرادي، وكذلك السلس خلال النهار.
علما بأنه قد تعلم الذهاب إلى الحمام بعمر السنتين ونصف تقريبا، وظل مثابرا بشكل جيد جدا ليلا ونهارا على الذهاب إلى الحمام لمدة شهرين تقريبا، وفي ذات اليوم الذي وافق نزوحنا من منزلنا بسبب ظروف الحرب في سوريا إلى منزل جده، كان أول يوم له بالعودة إلى التبول الليلي وما زال، وقد مضى إلى الآن حوالي خمس سنوات ونصف، وهو يعاني من هذه المشكلة!
مضيت به إلى أخصائي أطفال حينها في سوريا (منذ أربع سنوات تقريبا) وبعد التحليل أكد لي الطبيب أنه لا يوجد داع للقلق، وأنها مجرد مسألة وقت.
الآن ونحن في أوروبا منذ ثلاث سنوات ما زال الوضع على ما هو عليه رغم استشارتي لطبيب، ومحاولة تجربة الملابس الداخلية المزودة بجرس لإيقاظه حين بداية البلل، لكن دون جدوى منذ سنة إلى الآن، لكن ما لاحظته أنا مؤخرا، أن ابني ينام حقاً بعمق فلا يستيقظ على صوت الجرس، وهذه أول ملاحظة، وحتى في الأحوال العادية عندما أوقظه للمدرسة مثلا يكون مشدود العضلات، وكأنه يستعد لدخول عراك أو ما شابه.
حتى خلال النهار غالبا ما يكون متوترا، وتكون (ردة فعله) لا تتناسب مع من يتعامل معه، كأخيه الصغير مثلا ، وربما أحيانا يبدأ بالبكاء لأتفه سبب، وكأنه قد عانى منه ما عانى، كأن أرفض طلبه لقطعة حلوى إضافية مثلا.
أضف إلى ذلك بأني أعاني معه منذ هجرتنا من ضعف التركيز في المدرسة، فهو سريع الشرود والتململ، على الرغم من أنه قد أتقن اللغة الجديدة بسرعة نسبيا، وكون صداقات لا بأس بها في المدرسة، وقدرته في الحسابات الرياضية جيدة، كذلك القراءة جيدة جدا، لكنه لا يحسن التركيز أو المتابعة.
كما يتميز بحسه المرهف جدا، فإن رأى أي موقف واقعي مؤلم حتى للحيوانات، فإنه يتأثر جدا ويعبر عن هذا بصمت طويل، وكأنه يريد كبت شعوره بالرغبة بالبكاء لحال من رأى.
وقد يسيطر الموقف على تفكيره ربما أياما فيعود ليسألني، أو يسأل والده عن تفاصيل كانت مصاحبة لذاك الموقف، أو قد أسمعه يسرد لأخته بتأثر ما قد رأى ربما للمرة الثانية أو الثالثة.
أود إضافة معلومة: لا أعلم إن كانت ذات صلة بالمشكلة أو لا، فابني حفظه الله وإياكم، ليس ضخم البنية، بل هو أقرب للهزل رغم أن تغذيته جيدة، وكمية وجبته الطعام لا بأس بها، وشهيته للطعام جيدا جدا.
لذلك أود أن أستفيد من نصيحتكم وخبرتكم، فأنا لا أود اصطحابه إلى طبيب نفسي هنا دون حاجة، فأزيد الطين بلة؛ لأنني واثقة بأنه سوف يتأثر بهذا فلا أود أن أجرحه بأن أنقل مشكلته على علمه لشخص آخر إلا إذا استدعت الضرورة التي قد تشيرون عليّ بها.
مع خالص تقديري واحترامي لجهودكم المبذولة، سائلة المولى أن يجزيكم عنا كل خير.