الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لفتاة في تركها لزوجها العاجز المسيء إليها وتعرفها على غيره

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت من رجل ولكني لم أقم معه في بلده سوى شهرين، وبعد ذلك نزلت معه إلى أهلي وقمت بفحص طبي فتبين أنني لا أزال بكراً، فعرف أهلي بهذا الموضوع فأصر أبي على طلاقي، لكنني كنت أحب زوجي فرجعت إليه رغم إصرار أهلي.

وبدلا من أن يعتبر ذلك معروفاً عذبني كثيراً هو وأمه، ولم أجلس معه سوى بضعة أيام وبعدها لم أستطع البقاء، وعرفت أنه غير صالح للزواج لأنه مريض والحياه معه مستحيلة، وعلمت أنه يقيم علاقات من النساء، فأخبرت أهلي فأخذوني إلى بلدي، وأمهلته شهراً كاملاً حتى يصلح حاله فلم يفعل، فاضطررت لرفع دعوى طلاق، ولكنه طلب الرجوع ورفض الطلاق.

وفي هذه الفترة كنت محطمة نفسياً فلم يستوعبني أحد، فتعرفت على شخص أحبني كثيراً وأخرجني من محنتي، لكن لديه زوجة وأولاد، وبعد فترة عرفت أنه مريض وأن أيامه معدودة، ولا أستطيع أن أتركه لأنه أعطاني الشعور بالأمان وأعاد لي ثقتي بنفسي، وأعطاني حنان الأب، فصرت أخاف عليه جداً ونكلم بعضنا يومياً، وأريد أن أرد له الجميل بوقوفي معه في محنة المرض، مع أني بنت ملتزمة وأخاف الله، فماذا أفعل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خوخة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإسلام لا يرضى للفتاة للمسلة أن تقيم علاقة مع رجل في الخفاء، ولا يقبل بعلاقة لا يكون هدفها النهائي هو الزواج، ورد المعروف يكون بالدعاء، وهل تكوين علاقة مع الفتيات والعبث معهن يمكن أن يعد أمراً طيباً؟

وعل كل حال حاولي رد الأيادي البيضاء لذلك بغير أسلوب المكالمات التي هي لون من التعلق المذموم، واتركي الرجل لزوجته وأولاده، خاصة وهو في أيامه الأخيرة، والآجال بيد الله وحده.

وأما بالنسبة لحالتك مع زوجك فكم تمنينا أن تكوني قد أرسلت استشارتك قبل الفضائح والخصام وإدخال الأهل، لأننا لا نوافق على الهاجس الذي يسيطر على بعض البنات حيث تزعم الواحدة أنها لا تزال بكرا، بل ربما وجد بعض الجهلة الذين يسألون وينتظرون نتيجة اللقاء الأول بين العروسين، وكل ذلك مما لا تقبل به شريعة الله التي تميل إلى الستر وتمنع نشر أسرار الفراش، وتجعل من يفعل ذلك كأنما هو شيطان لقي شيطانة فجامعها والناس ينظرون.

وأريد أن أن أنبه على ما يلي:

1. غشاء البكارة في بعض الحالات لا يزول تماماً إلا مع الولادة.

2. ليس نزول الدم شرطاً وحيداً للدلالة على عذرية الفتاة، وليس عدم نزول الدم دليلاً على أنها غير شريفة.

3. لا يجوز إخبار الأهل بمثل هذه الأشياء، خاصة إذا كانت المرأة تحب زوجها.

4. غالباً ما يكون العجز عند الرجل لأسباب نفسية أو غيرها، والعلاج في كل الأحوال سهل، لكن صبر الزوجة وتشجيعها هو أكبر وأهم عوامل النجاح.

5. المعاملة القاسية من زوجك لك رد طبيعي لقيامك بفضحه، فقد وجهت له ضربات قاسية، وربما كان ذهابه لأخريات لأجل إثبات رجولته، وهذا قطعاً محرم وجهل ولكنه يحصل أحياناً بكل أسف.

6. نقترح عليك فتح صفحة جديدة مع زوجك وإعطائه فرصة، والاتفاق على عدم إشراك أي طرف خارجي سوى الأطباء والاستشاريين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالستر على زوجك، وأبشروا فإن العلاج سهل وميسور، نسأل الله أن يسهل لنا ولكم الأمور.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات