السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لدي علاقة مع ابن عمي منذ عامين، وهو يريد خطبتي ولكنه لم يقم بأي خطوة رسمية حتى الآن، فماذا أفعل؟!
وشكراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لدي علاقة مع ابن عمي منذ عامين، وهو يريد خطبتي ولكنه لم يقم بأي خطوة رسمية حتى الآن، فماذا أفعل؟!
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ربيحة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يكرمك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته، وأن يغفر لك من الذنوب صغيرها وكبيرها.
بخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أحب أن أذكره لك مقدماً أن الإسلام لم يحرم الحب ولم يحرم العلاقة بين الجنسين ما دامت في الإطار الشرعي الذي ارتضاه الله لعباده، وعندما وضع الإسلام هذه الضوابط لم يضعها جزافا أو تقييدا لحرية البشر، وإنما وضعها ليحافظ بها في المقام الأول على حضرتك وعلى أمثالك من الفتيات اللواتي قد يخدعن بكلمات معسولة من بعض الذئاب البشرية التي هدفها الأول افتراس ضحاياها ثم التخلي عنهن بعد أن أفقدوهن سمعتهن وكرامتهن وشرفهن، وأحياناً كثيرة عرضهن وعفتهن، وتصبح المسكينة بعد رحلة طويلة من التعلق والتضحية وتحمل الهموم والمخاطرة بحياتها وسمعتها وسمعة أهلها، بل وفي أحايين كثيرة قد يؤثر ذلك على مستواها العلمي فتقل مذاكرتها ويسوء فهمها وتضعف همتها في مواصلة الدراسة لأنها صارت مشغولة بشخص وعدها وعوداً كاذبة ليتسلى بها وليقضي حاجته منها ثم يتخلى عنها ويبحث عن فريسة غيرها، أما المسكينة فقد تحطم قلبها وفقدت ثقتها في نفسها وفيمن حولها، وأصبحت شبه إنسان مدمر محطم ضعيف تمنى أن يأتيه الموت ليستريح مما يحمله في قلبه من ذكريات مؤلمة وهموم وأحزان.
إن معظم الشباب ينظرون إلى الفتاة على أنها مجرد (دورة مياه) لقضاء الحاجة ثم الانصراف عنها، فإذا ما شعر برغبته مرة أخرى في قضاء حاجته يبحث له عن دورة مياه أخرى وهكذا، ومن هنا وضع الإسلام هذه الضوابط القوية حماية لك ولكل فتاة وامرأة حتى لا يحدث معها مثل ما ذكرت، والفتاة عندما لا تلتزم بهذه الضوابط فهي وحدها غالباً من يدفع الثمن في الدنيا والآخرة، وعلى قدر تنازلها عن كرامتها وتمكينها لهذا الذئب من نفسها يكون عقابها عند الله في الدنيا والآخرة، فأرجو أن تنتبهي لنفسك، وأن تفيقي من غفلتك، وأن تضعي حدّاً لهذه العلاقة الغير مشروعة وفي أسرع وقت، وأن تحمدي الله على ستره عليك وعدم إفشاء سرك لأهلك الذين لم تراعي حرمتهم وكرامتهم وشرفهم، ولا أقصد أنك وقعت في الحرام عياذا بالله بالمعنى الدارج، وإنما مجرد خلوته بك فقط حرام ومعصية، ومجرد وضع يدك في يده حرام ومعصية إلى غير ذلك من التصرفات، ويبقى السؤال: هل ما يحدث بين المتواعدين بالخطبة من حقهما شرعاً أو عرفاً؟ هل الوعد بالزواج يحل الحرام ويبيح للرجل أو الشاب أن يختلي بفتاة أو امرأة لا تحل له؟ بل حتى هل الخطوبة تبيح للخاطب أن يختلي بخطيبته وأن يخرج معها وحدهما بحجة أنهما سيتزوجان؟ لم يقل بهذا أحد من العقلاء.
إن ما يحدث من تصرفات غير مشروعة حتى ولو كانت في حدود المصافحة باليد حرام شرعاً، ولذلك أقول لك: يجب عليك فوراً أن تتوقفي عن هذا الهراء الذي ستدفعين ثمنه في الدنيا والآخرة؛ لأن خسارتك ستكون أكبر وأعظم وأشد، فصارحي ابن عمك هذا بضرورة وضع حد لهذه العلاقة، إما أن يتقدم فوراً لأهلك، وإما أن تتوقفي عن مجرد الكلام معه أو حتى إلقاء السلام عليه؛ لأن هذه تضحيات هو لا يستحقها وهي ليست من حقه، ولو احترمت نفسك وتوقفت عن الاهتمام به أو الحديث معه أو التجاوب معه من أول يوم لكان تحت قدميك ويبذل أقصى ما يستطيع ليصل إليك في الحلال الطيب وتكونين غالية عنده جداً وتحظين بثقته وتقديره لأنك امرأة واعية وفاهمة وليست سهلة، أما الآن فهو يلعب بك ولا يهتم بانفعالاتك لأنه إن تركك فلن يخسر شيئاً لأنك بالنسبة له لست الشخصية التي تستحق أن تكون زوجة له.
إن من عادة الشباب أن يتعلقوا بمن تتمنع عليهم ولا تهتم بهم، لأنهم يقولون: ما دامت لم تتجاوب معي رغم محاولاتي فهي قطعاً لن تتجاوب مع غيري، فهذه هي التي تصلح أن تكون زوجة ومحل ثقة وأم أولاد، أما السهلة فعادة ما يشك الشاب في تصرفاتها ولذلك يأخذ ما يمكن أخذه منها، ثم يدعها ملقاة كقطعة الورق التي استعملها صاحبها ثم قذف بها تحت قدميه.
أفيقي وانتبهي لنفسك وضعي حدا فوراً لهذه العلاقة، وتوبي إلى ربك وسليه المغفرة وقبول توبتك، حتى وإن لم يحدث شيء محرم فيكفيك أنك شُغلت بغيره عنه فترة من الزمن، وثقي وتأكدي أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وأنه لن يتخلى عنك وما دمت قد لجأت إليه ورجعت إليه، فهو أرحم بك من الوالدة بولدها ورحمته وسعت كل شيء، فتوكلي عليه ولن تندمي على هذه الخطوة.
نرجو ألا تكون هذه الكلمات قاسية عليك، ونرجو أن تتحملي نصيحة أخ مشفق عليك يراك مثل ابنته، فهو يحوطها بنصحه، ويخلص في نصيحته، ولو كان في ذلك شيء من الشدة؛ لأن الدواء ضروري ولو كان مراً أحياناً..
وفقك الله لما يحب ويرضى، ونسأله سبحانه أن ييسر لك الزوج الصالح الذي تقرب به عينك.
والله الموفق.