الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تعرف الفتاة صلاحية من يتقدم لخطبتها؟

السؤال

السلام عليكم

أعرف شاباً عمره مقارب لعمري، ولكن شهادته الدراسية أقل مني، لكنها ليست أقل بكثير، ولم أستطع أن أحدد ما إذا كان يصلح لأن يكون زوجاً وأباً في المستقبل أو لا، وعلاقته بالله جيدة على حد قوله.

في أوقات كثيرة يعينني على التمسك بديني أكثر، ولكن هذه الأشياء لا يأخذ هو بها، وكان يكذب علي كثيراً في البداية، لكنه بعد ذلك تغير، وهو يحاول أن يكون إنساناً جيداً معي، فكيف أحدد من شخصيته أنه إنسان صالح؟ وهل يصلح أن يكون زوج المستقبل أم لا؟ وهل موضوع الدراسة والفرق في التعليم يكون له تأثير علي بعد ذلك؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارت الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كيد شياطين الإنس والجن، وأن يسترك في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فأعتقد أنه وكما لا يخفى عليك أن الشرع حرم أي علاقة بين أي رجل وامرأة أجنبية عنه ما داما ليسا متزوجين أو من الأرحام أو الأصهار، ولذلك أتمنى أن تضعي هذا في اعتبارك أولاً.

ثانياً: أي علاقة غير شرعية لا يمكن الحكم عليها؛ لأنها من الأساس لا ترضي الله وتخالف شرعه، لذلك أنصحك بداية بالتوقف عن هذه العلاقة حفاظاً على دينك وعرضك وشرفك، حتى وإن كان هذا الإنسان صالحا ويأمرك أحياناً بالصلاة والاستقامة.

ثالثاً: هناك وسائل كثيرة يمكنك بها معرفة صلاحية أي إنسان يتقدم لخطبتك بطريقة شرعية ومنها الاستخارة، وهي من أعظم الوسائل التي تساعدك على تحديد مدى صلاحية أي إنسان يتقدم إليك، ومنها الاستشارة كما قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، فإذا كان الشخص جاداً فعلاً في الارتباط بك فليتقدم إلى أهلك، وأنت تصلين الاستخارة، وأهلك يتولون السؤال عنه وعن دينه وأخلاقه بطريقتهم الخاصة، واعلمي أن الدين والخلق هما المعياران اللذان يُقوّم بهما الأشخاص، وعلى هذا فقيسي.

رابعاً: موضوع فارق التعليم لا قيمة له ما دام الفارق بسيطاً، ولذلك لا تشغلي بالك بهذه النقطة، وكم من أناس لا يحملون أي مؤهلات وهم أفضل بكثير وكثير من حملة أكبر الشهادات، وأهم شيء الدين والخلق لأنهما عصب الحياة الزوجية وأهم عامل من عوامل الاستقرار والأمان في المستقبل.

خامساً: أتمنى أن تكوني قوية وشجاعة - وأحسبك كذلك - وتطلبي منه التوقف عن الاتصال بك وأنت كذلك، وليتقدم إلى أهلك بالطريقة الشرعية، وثقي وتأكدي من أنه إذا كان صالحاً لك ومن نصبيك فسوف يكون لك وتكونين له، واعلمي أن الزواج من الأرزاق التي قدرها الله قبل خلق السموات والأرض، فلا تشغلي بالك بهذا الموضوع كثيراً؛ لأن رزقك سوف يأتيك بإذن الله حتى وإن طال الزمن، وقد يكون هذا الشخص أو غيره، فلا تستمري في علاقة محرمة لا ترضي الله لأنها غالباً لن تسلم من كلمة أو حركة أو رغبة غير شرعية، وتوبي إلى الله وأغلقي هذا الباب.

نسأل الله الدعاء أن يرزقك زوجاً صالحاً، ودعي الأمور كلها له جل جلاله، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً